يعد الفولات مهما جدا للحامل ويؤخذ قبل الحمل بشهور لحماية الأم والطفل وأفضل من حمض الفوليك الصناعي.
الفولات هو أحد الفيتامينات الضرورية لنمو خلايا الجسم وتكوين خلايا الدم الحمراءونمو الخلايا العصبية ووظيفتها، ويعتبر ضروري لتقليل مخاطر العيوب الخلقية في الدماغ والعمود الفقري خلال الشهور الأولى من الحمل، فهو مهم في التفاعلات الأيضيّة التي تساعد على نمو وانقسام خلايا الجسم وبناء كريات الدم الحمراء. كما أنه مهم لمن يعانون من العقم رجالاً كانوا أو نساءً، لذلك وَجب على من رغِب في الإنجاب تناول الأطعمة الغنية بالفولات شهوراً قبل ذلك حتّى يتمكن الجسم من تخزينه، فهو يخزن بكميّات قليلة في
الجسم.
ما الفرق بين الفولات Folate وحمض الفوليك Folic acid
هناك اختلاف بين الفولات وحمض الفوليك، حيث أن الفولات هو مصطلح عام لفيتامين B9، وهو من الفيتامينات التي تذوب في الماء ويوجد بشكل طبيعي في بعض الأغذية، أما حمض الفوليك (folic acid) فهو المركب المؤكسد الذي يتم تصنيعه كيميائياً ويباع في الصيدلية على شكل مكمل غذائي.
يمر الفولات الطبيعي عبر الجهاز الهضمي ويتم تحويله إلى تتراهيدروفولات في غشاء الأمعاء الدقيقة، ومن ثم يدخل في مجرى الدم عبر القناة الهضمية، ثم يمرإلى الكبد للمعالجة، والفائض يذهب إلى الكلى ويخرج من الجسم في البول. أما حمض الفوليك الصناعي فيحتاج إلى إنزيم مختزل الديهيدروفولات حتى يستفيد منه الجسم،ومع قلة نشاط هذا الإنزيم وتناول حمض الفوليك بكميات كبيرة يصبح مستوى حمض الفوليك غير المفعّل في الجسم غير طبيعي.
أيهما أفضل: الفولات أم حمض الفوليك؟
من الأفضل دائماً أن نلجأ للمصادر الطبيعية، والفولات الطبيعي بالطبع أفضل على الرغم من أن الحصول عليه ليس بالأمر السهل، نظراً لأن الفولات يمكن أن يتحلل اذا تم تعريضه للحرارة، كما أن الجسم لا يخزنه بكميّات كبيرة، فالزائد منه يذوب في الماء ويخرج من الجسم بسهولة. كما أن آخر الأبحاث تفضل تجنب حمض الفوليك الصناعي واستبداله بالمركب الطبيعي الفولات.
لا ننكر أنه منذ تم إدخال الفوليك أسيد كمكمّل غذائي، انخفضت نسبة إصابة الأجنّة بالتشوهات الخلقية العصبية أثناء الحمل، ولكن في المقابل شهدنا زيادة في نمو السرطان عند الأشخاص الذين يتناولون حمض الفوليك على شكل مكمّل غذائي باستمرار، ويعود ذلك إلى أن تناول حمض الفوليك المصنّع بكمية كبيرة وباستمراريساعد على انقسام الخلايا ونموها بشكل أسرع، كما أن تناول كميات كبيرة من حمض الفوليك يؤدي إلى زيادة مستويات حمض الفوليك غير الفعّال في الدم، يرى بعض الباحثين أن هذا قد يكون له آثار صحية ضارة بمرور الوقت ، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات قبل التوصل إلى استنتاجات قوية، كما أن لحمض الفوليك المصنّع آثار جانبية عديدة بعكس الفولات الطبيعي، ومن هذه الآثار: الانتفاخ وفقدان الشهية والغثيان.
والآن، لماذا نستخدم حمض الفوليك في الأطعمة المدعّمة بدلاً من الفولات؟ أولاً، لأن حمض الفوليك أكثر استقراراً من الفولات الطبيعي، فالفولات الطبيعي يتحلل بسهولة بالحرارة والضوء. ثانياً، ثبتت فعالية حمض الفوليك في منع عيوب الأنبوب العصبي عند الأجنة، وثالثاً، سهولة امتصاص الجسم لحمض الفوليك.
كم نحتاج من الفولات يومياً؟
إن الكمية المحتاجة يومياً من الفولات للشخص البالغ هي 400mcg بحسب منظمة الغذاء العالمية، ويمكن الحصول عليه طبيعياً، حيث أن كبد البقر والسبانخ والهليون والقمح الكامل لديهم أعلى مستويات من الفولات الطبيعي، كما يمكننا العثور عليه في الخضار الورقية الداكنة والبروكلي والفاصولياء والبازيلاء والعدس والمكسرات والفاكهة الحمضية مثل البرتقال والليمون والبطيخ و الفراولة والموز والأفوكادو، كما يوجد الفولات على شكل مستخلصات ومكملات طبيعية.
وختاماً، فإنه برأيي الشخصي كأخصائية تغذية، فإنني لا أنصح بتناول حمض الفوليك المصنّع إلا إذا دعت الحاجة الملّحة لذلك، والأفضل حينها البحث عن المستخلصات والمكملات المحتوية على الفولات الطبيعي، وبالطبع حمض الفوليك المصنّع ليس سيئاً في حال كان لفترة قصيرة وللضرورة، بشرط أن لا تطول المدة ولا يكون مستمراً ولا يزيد عن حاجتنا، وكنصيحة للزوجين اللذين يخطّطان للحمل أن يكثرا من تناول المصادر الطبيعية للفولات قبل 3 أشهر على الأقل من الحمل، على أن تتابع الأم هذه الحمية خلال فترة حملها وخاصة في الشهور الثالثة الأولى من الحمل وأثناء فترة الرضاعة الطبيعيّة.
العادات الصحية المتوازنة والمستمرة تجعلنا في غنى عن تلك المكملات الغذائية المصنّعة، والتي بالتأكيد لا تخلو من الآثار الجانبيّة التي تضرّ بصحتنا، و تذكروا كل ما هو طبيعي هو الأفضل دوماً.
اقرأ المقالة من موقعنا.
اطلع على المقالات الأخرى في موقعنا من هنا.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات