الورقة والمقص..قضية الضحية التى تساهم فى صنع قاتلها...هل هناك فى الأصل ضحية؟....


الورقة والمقص...

بغض النظر أنى أتفق تماما -بل أزيد كما سأذكر فى نهاية المقال- مع مقولة أن الضحية أحيانا تساهم فى صنع قاتلها...

حيث ضرب لنا أحد الأصدقاء مثالا بالرسم الأولى للمقص على الورقة،مشيرا أن صنع تلك الأداة قد كلف الورقة حياتها وحياة كثير من أخواتها وما زال...

أعجبتنى المقولة بادئ الأمر فهى تبدو عميقة و فلسفية..وتودى بنا إلى الحكمة فى بداية السطور...

ولكن عقلى كعادته يبدأ دائما بالرفض والمناقشة حتى يصل إلى اليقين..

لذلك عندما أمعنت فى التحليل..كان الرأى مغايرا تماما..ليس للمقولة الفلسفية ولكن للمثال المذكور فأنا أراه منافيا لطبيعة الأمور..

أرى أن الورقة كمعنى وكيان قد أسهمت إسهاما عظيما وأدارت دورا رائعا من أدوارها فى دفع الحضارة خطوات عملاقة للأمام وهى توثيق الفكرة والأفكار وإثباتها وأحيانا تنشئتها وخلقها ، وإن كان تضرر إحداها ضريبة للرقى فمرحبا وشكرا ...

فمازال للورقة- كمنظور ومفهوم وفكرة مطلقة -حياة ووجود...ولم تزهق مقصات العالم روحها للأبد ولن تفعل...


و ذكر التضحية بالنفس هنا هو محض رؤية أنانية من ورقة واحدة تريد البقاء دون أن تقدم شيئا لنفسها أو للآخرين..


وربما كان قص المقص للورقة تهذيبا وتجميلا لها،وتحويلها إلى نمط أو شكل راق ومفيد ومهندم بدلا من أن تظل شيئا منسدحا مسطحا حاد الزوايا خاوى الوفاض وما قص الكتاب و ضبطه إلا أحد هذه الصور و مثالا من ملايين الأمثلة ، وإلا كان كيانا عشوائيا ترفضه العين فلا يكاد يصل للأيدى المتلهفة عوضا عن العقول المتعطشة للمعرفة..

هذه هى جواهر الأشياء وطبيعتها فلاندم ولا لوم ...

وإلا فلنلم الشمعة على استسلامها للنار والنور وننتقد احتراقها لنا ولنقبع جميعا فى الظلام...

لا جانى ولا ضحية..ولاقتل..


كل خلق لما هو ميسر له...

وكلنا قد وكل لنا - أو إخترنا- دورنا ..إما أن نكون ورقة أو مقصا..

المهم أن تكون لنا فى الحالتين قيمة وفائدة ومعنى بالوجود..


ولكنى مع ذلك كما قلت بداية أتفق تمام الإتفاق مع أن الضحية غالبا -وليس أحيانا -هى من تخلق قاتلها أو تساهم فى صنعه على أقل تقدير...

ولكن ذلك مقال آخر فى مقام آخر....

#dr_bazida


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات د. أمير بازيد

تدوينات ذات صلة