الجدار قصة قصيرة جدا ..رومانسية..من كتاب (قصة لن تكتمل)
أنتظرها.
أقف وحيدا فى آخر شارعها المظلم كظلام شعرها المجدول.
أتكأ على جدار بارد ميت ،كبرودة ليلتى ،كبرودة قلبى فى غيابها.
أمسك بكوب قهوة دافئ كنت قد إبتعته من إحدى محلات القهوة الصغيرة المنتشرة بأرجاء المكان.
يرتعش كوب القهوة فى يدى ،من البرد ومن لوعة الإشتياق.
تهزنى الرياح ،ويتساقط على وجنتى رذاذ مطر رقيق ،حسبته دموعى بادئ الأمر.
أترقب عينيها اللامعتين فى أضواء السيارات لعلها تأتينى بها.
اقترب الليل من آخره ،أظلمت البيوتات وتلاعبت رياح اليأس بمشكاة فؤادى..
وإستيقظت الشكوك ،لتخبرنى عن هجرها ،عن مكرها عن خيانتها.
إعتصرت كوب القهوة البارد بيدى ،أزهقت روحه كما ضاعت روحى.
وانصرفت.
وعزمت على الفرقة والهجران.
وما أن لمحت رسالتها فى الصباح،تدعونى إليها.
حتى ذبت من جديد،وإشتقت إلى جدارى البارد وكوب القهوة الملعون.
من كتاب (قصة لن تكتمل)
للكاتب د. أمير بازيد
*****************************************************
هل تعلَمينْ؟
مُنذُ اعتنقنا فُراقنا
أنِّى حزينْ؟..
ملتاعٌ مهترئُ الخزانةِ
مَنزوعُ اليقينْ..
غاضتْ بحورُ عِشقَنا
وتبعثرتْ أمواجُنا
فتمزقت على شطِ الجفاءِ
كلُّ أصدافِ الحنينْ..
وتحطمتْ منكِ الملامحُ
فنازعتني المسافةُ بيننا
ونازعتني فيكِ السنونْ..
ونسيت لون عينيكِ
آه.. كم كانت عيناكِ
خضراءَ كأغصانِ زيتونْ..
وميناءاً للسلامِ والسماءِ والنجومْ
والجفونْ
رغم الجنونْ
كم كانت مناراً للعاشقينْ..
اليومَ أمستْ ظَلاماً وظُلماً
اليومَ باتتْ
أهدابُ عَيْنَيكِ قضباناً
على قلبي الأسيرِ
فى سجونِ الظالمينْ..
لمَ الجفاءُ بعدَ الوصالِ؟
لِمَ بعدَ الغناءِ والزهورِ والندى
لَمْ يعد لى من بقاياكِ
سِوى الصراخَ و الصدى؟
لمْ يبقَ من نَغْم ِقلبينا إلاّ الأنينْ..
وتحطمتْ أصنامُ الهوى
فما ركعتُ يوماً ركوعِ الخانعين..
لكنى رغمَ الكبرياءِ
مازلتُ رغمَ العنادِ
ألفُ ألفُ حزينْ..
هل تعلمين؟
أنىّ ألفُ ألفُ حزينْ؟
أم أنكِ مقهورةٌ مثلي
ومثلي بالفراقِ
ذاتُ قلبٍ سقيمْ..
وأنّ ظنوني فى الخداعِ
وسواسُ شيطانٍ رجيم..
وأنكِ حقاً
بكلِ أحزاني وظنّي
لا تعلمين..
أظنُكِ حبيبتي لا تعلمينْ…
من ديوان أبجديات العشق والألم
د. أمير بازيد
dr_bazida#
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات