لا حياة بدون ألم .. ولا عسر إلا ويتبعه يسر هكذا ما وعدنا به الرحمن عز وجل، فأحيانًا قد تعطيك الحياة دورسًا على هيئة أشخاص
لا حياة بدون ألم .. ولا عسر إلا ويتبعه يسر هذا ما وعدنا به الرحمن عز وجل، فأحيانًا قد تعطيك الحياة دورسًا على هيئة أشخاص لتهديك فرصة للنضج وتمنح قلبك وعقلك حياة جديدة تختلف تمامًا عما سبق، ويأتي ما لا تتوقعه ولكن بدون رغبتك لن يُخلق التعافي لك وتُصالح قلبك للدنيا من جديد.. إما أن تختار أن تكون هذه الدروس بداية لهبوط تدريجي لخلايا قلبك حتي الفناء !
تصادفنا الحياة بالعلاقات الكثيرة وأشخاصًا مختلفة وتبدأ كالعادة تعيد إنبات لزهور قلبك ولايصاحبها مكان للألم، وهنا تري نفسك الجديدة التي لم تتعرف عليها من قبل !، ولكن هناك ما يُصعب عليك استيعابه في بداية الأمر هو أن هناك احتمالات للفشل في هذه العلاقات.لا يمكننا أن نحكم عليه بأنه فشل ذريع ولكن يمكننا أن نوصفه بأنه يعيدنا لذواتنا مرة أخرى لنرى ما أخطأنا به وماكان يجب علينا فعله والوقوف على درجة أعلى من النضج وفهم الذات بشكل أدق وإدراكًا تفصيلاً لمشاعرك لتضعها في المكان الصحيح.
رحلة طويلة للتغلب على رمالك المتحركة الملئيةً بعواطف غير المحمودة والتي لا تجذب إليك الإ سواها كالغضب، الندم، الذنب، عدم الأمان، وفقدان الثقة.ولعبور تلك الرحلة عليك أن تتعلم مهارات التجاوز من علاقاتك غير المكتملة والتي غالبًا أن تسبب لك مشاعر كالغضب والحزن والخوف والآسف والتي من دون التعبير عنها بالشكل الصحيح لن يخلق لك موقف الشفاء !.
وأول خطوات هذه الرحلة أن تدرك ما تحمله مشاعر الغضب وهو كل ما حدث وما كنت لا تريده أن يحدث، والتعبير الصحيح لهذا الشعور يجعلك تكتشف فرصًا جديدة للحب والدعم والأحساس بالإحتياجات الجديدة لتعش القادم أفضل.
ولا يمكن أن تمر رحلة التعافي بدون وجود مشاعر الحزن والتي تري من خلالها كل ما كنت تريده أن يُحدث ولم يكتب له نصيبًا على أرض الواقع.. عليك أن تتقبل فقط هذا الشعور، تقبل الخسارة، التوقف عن محاولاتك في التمسك بكل ماكان له سبب في آذاك، وإبدال محاولات التفكير بالعودة بتعديل توقعاتك واكتشاف آمال جديدة للمستقبل.
وتذكر جيدًا أن بتقبل مشاعر الغضب والحزن، سيتنابك في أحوال كثيرة مشاعر الخوف والتي تنحسر في كل ما كنا نريد أن يحدث ولم نجد لحدوثه سبيلاً.. هنا تري نفسك بوجدان جديد لها متطلبات تختلف عن كل ما قيضته من عمرك وترفض ما لا تستحقه !
وآخر خطوات رحلة التعافي أن تدرك مشاعر الآسف، والاعتراف بالعجز عن إبطال إحداث ما سبق، والتحرر من آمالك السابقة، وزيادة رغبتك في البدء من جديد.وتبدأ مرحلة مختلفة تمامًا وهي مرحلة ماوراء المحنة التي تشعر فيها بالغضب أيضًا لأن هناك شخصًا ما أفسد عليك جزء من حياتك وحرمك مما كنت تستحقه، ولكن مازال لديك الكثير ورحلة حياتك لم تنتهي بعد وسيأتي من يغنيك عنه يومًا ما !
وتذكر أيضًا أنه حق من حقوقك أن تشعر بالحزن لأن من أحببته لم يعد معك لاستكمال رحلتك .. لكن سيأتيك من يعتني ويصون قلبك جيدًا ويعطيه ما يستحقه !.
وسوف تأتي عليك نوبات الخوف من المستقبل وفقدان الثقة وتوقع الخذلان مرة آخرى ولكن لا تقلق فوراء كل مصيبة دائمًا فرصة لاكتشاف ذاتك من جديد والتقدم للأفضل !.
وتنتهي بك هذه المرحلة بشعورك المستمر بالآسف وأن هناك وقت استغرقته مع من لا يستحقه ولكن عليك أن تعرف جيدًا أن هناك أشخاص بوجودهم يسبق أشخاص تحتل أماكن خاطئة بقلبك والفكرة ما هي إلا تصحيح مسارات وإعطاء كل شخص ما يستحقه.
في النهاية تذكر جيدًا أنك لن تصل لموقف الشفاء التام بدون وجود مشاعر التسامح وعدم إلقاء اللوم على من آذاك واستغلك، ورغبتك في التحرر من الآلم، ووضعك لحلول بديلة تساعدك على عدم التمسك بالماضي ولا تعيق نسبة آمانك بالآخرين !.
فاللوم والعتاب هما من يجعلونك آسير الآلم مهما وجد فيهم جزءًا من الراحة إلا أنها مؤقتة، ويكون لهما السبب الأكبر في عدم نجاح تجاربك الجديدة نتيجة دخولك بمشاكل لم تقم بحلها بعد، والطريقة الآمثل للتخلص منهما هو تحميل الآخرين أخطاءهم وليس تحميلهم مشاعرك تجاه هذا الخطأ لتبدأ من جديد وأنت معافي تمامًا ومليء بمشاعر ناضجة تجعلك تقدم المزيد وتختار من يستحقون قلبك بعناية !
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
♥️♥️♥️♥️♥️♥️✨
رائعة ❤️