أظن أن الحروف هنا ستلمسك بشكل ما، وإن قصدتُ بها نفسي. كلُ مشاعرنا إنسانية واحدة، وظروفنا تكاد تتشابه. حتى إن كنتَ أنت في بلد وأنا في تركيا.
ممتنة لصديقةٍ مخلصةٍ أحبها، ولأمي التي تهديني وصفات الطهي الشهية في غربتي، ممتنة لوجود أخي بجانبي، الذي أعطاني قبعة تخرّجه؛ لألتقط أجمل صورٍ لي بها، ممتنة للصلاة ولقرآني الصغير المرافق، ممتنة لمدينة دينيزلي الأشبه طقساً بغزة، وللاثنى عشرة ساعةً التي كنت أستغرقها وحدي في الحافلة من كاستمونو إليها، حتى أصلها، وأعيد فيها النظر لكثير من أمور حياتي، ممتنة لأول حضن يستقبلني، وللأيدي التي تساعدني في حمل الحقائب، ممتنة لرفيقاتي اللاتي لم يعلمن بقدومي بعد، ممتنة لمستحضرات العناية التي أحضرتها معي، ذات الرائحة اللطيفة،
ممتنة لاسبارتا وورودها، للناس الذين لم يعودوا غرباء أبداَ، لكل من ألفني وألفته فيها،
لمدينة تيكيرداغ، لأنها مدينة تلم الشَمل، ممتنة لنوارسها، والأوقات الشيقة فيها
لاسطنبول، حبيبتي الكبيرة الجميلة، وحنان بسفورها وحب الأصدقاء
ممتنة للسفر وللغربة، وممتنة لكوني أنا، وممتنة لله الذي أحسن قوامي.
ممتنة لكل اللحظات الصعبة، والعلاقات السامة وربما لشعور الندم،.. الذين نهضت منهم جميعاً ومشيت، بشخص أنضج، وفتاة تعرف ما تريد، وعملية فلترة دورية للحياة، من كل ما لا يستحق نقله للمراخل القادمة.
هذه امتناناتي لهذه الأيام، وددتُ سردها وتذكير نفسي بها، ربما استرقت من البهجة لحظة، وحمدت الله عليها.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات