اسم المتسابق: ريماس صالح جميل النوايسة - فئة المسابقة: الفئة العمرية من (6-12) سنة



كنتُ جالسةً أشاهدُ التلفازَ ، عندما سمعتُ أصواتَ جلبةٍ وضجةٍ ، وصوتَ صريرٍ مزعجٍ ، نظرتُ من النافذةِ لأعرفَ سببَ الضجةِ ، فرأيتُ بيتَ جيراننا تدّبُ فيهِ الحياةُ من جديدٍ بعدما كان فارغًا لعدةِ سنواتٍ .


فرحتُ جدًا عندما رأيتُ فتاة بعمري تقريبًا تساعدُ في إدخالِ الأمتعة إلى المنزل ؛فطلبتُ من والدتي أن أذهب لأتعرف عليها ، فقالت لي : انتظري حتى ينتهوا من ترتيب وتنظيف المنزل.


كنتُ انتظرُ على أحرِّ من الجمر ؛ لكي أرى خيوط الشمس الذهبية ؛ لأذهب وألعب معها .

أشرقتْ الشمس وكأنها لجينٌ في حضنِ السماء ، وسمعت أصوات شقشقة العصافير ؛ فذهبتُ إلى نافذة بيتنا ؛لأرى اذا كانت مفتوحة أم لا ، فأعرف إذا ما قد استيقظوا .. للأسف كانت مغلقة ؛لذلك بقيت طوال النهار أترقب أن تفتح النوافذ ، ولكنها لم تفتح ، فقلت في نفسي : ربما لم يكملوا عملهم بعد ؛ فعادوا إلى منزلهم القديم .


قبل مغيب الشمس ، ذهبت لأرى إن كانوا في البيت ، كان المنزل هادئا عندما وصلتْ ، النوافذ مغلقةٌ ،والمنزل مرتبٌ من الخارجِ . لم أعرف ماذا أفعل ... هل أطرق الباب ؟ ... هل أعود إلى منزلي وانتظر إلى أن تفتح النوافذ ؟ ... اخترتُ القرار الثاني ثم عدتُ إلى المنزل .

بقيتُ انتظر كل يومٍ النوافذَ لتفتح ، أو أرى أشخاصًا يدخلون أو يخرجون من المنزل ، مضتْ ثلاثة أشهر من الانتظار ، نظرتُ وقت الظهيرة في أحد الأيام من النافذة كالعادة ، فرأيتُ العديد من الأشخاص متجمهرين عند منزل جيراننا ، وقد كانت النوافذ مفتوحة لأول مرة.


خرجتُ من المنزل ، و جريتُ بسرعة نحو ذلك المنزل ، كنتُ احاول المرور بصعوبه ، و سألتُ أحدهم :- مالذي يجري !؟


فقال :- اصحاب هذا البيت قد أصابهم مرض بسبب التدخين ربما هو سرطان الرئة على ما أعتقد و قد توفوا بسببه و بقيتْ ابنتهم وحيده .. اندهشتُ مما سمعت ، ثم اندفعتُ بقوة بين الحشود ، فرأيتُ تلك الفتاة التي كانتْ تساعد في ترتيب المنزل عندما انتقلوا ، وقد كانت خائرة القوى تبكي بشدة ، فقلت لها : لا تبكي .. هذا قضاء الله وقدره.


فقالت لي بغضب : لا أبكي ؟! ... كيف لاأبكي وقد فقدتُ أعزَّ شخصين كانا موجدين في حياتي .


كان الحزن يسكنُ عيناها ، وقد كان قلبها مهشمًا إِثرَ الصدمة ، عادتْ إلى البكاء من جديد ، رفعتْ رأسها ونظرتْ إلى ذلك الرجل - الذي كان قد اشعل سيجارته للتو - وصرختْ : لاااا ... توقف ، اطفىء ذلك الشيء الذي بيدك ، أنت السبب في موت والداي ، أنتم جميعًا السبب في موتهما . لم أفهم ما قالته إلا عندما استرسلتْ قائلةً : لماذا عليكم التدخين وبناء المصانع في كل مكان ، لم لا نعود كأيام الماضي ؟! نعمل الأعمال بأيدينا ... لانحتاج لتلويث الكون ؛ لكي نلبي حاجاتنا ، لم علينا أن نوسع من ثقب الاوزون ، ونزيد من أمراضنا في هذا الكون ، أنتم السبب في كل ما يحدث على هذا الكوكب ، واعلموا أن هلاككم سيكون بأيديكم ؛ لذا قفوا جميعا ضد التدخين ، قفوا ضد أي شيء يلوث الكون ، ولتكن أعمالكم لأجل كوكب أفضل .


عادت الفتاة إلى البكاء بشكل أكبر ، وقد كنتُ قد اقتنعتُ كليًا بكلامها ووعدتُ نفسي أن أقف ضد كل ما يلوث البيئة .

بعد أن انتهى العزاء ، انتقلتِ الفتاة للعيش عند أحد أقاربها ، وأقفِلتْ نوافذ ذلك المنزل من جديد ، لتنتظر من يسكنه مجددًا .


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

ما شاء الله ريماس بتجنن القصة والى الامام حبيبتي

إقرأ المزيد من تدوينات مسابقة القصة القصيرة

تدوينات ذات صلة