اسم المتسابق: تبارك "محمد خير" حمود أبو قاعود - فئة المسابقة: الفئة العمرية من (6-12) سنة



أنا طفلةٌ في بدايات العقد الثاني من عمري .أستيقظ في الصباح الباكر وأنا مليئة

بالحيوية والنشاط ، لأرتدي مريولي الأزرق وأحمل حقيبتي المدرسية على ظهري

لأذهب مسرعة الى مدرستي الحبيبة ، لكن قبل ذلك لابد لي أن أمر على محطتي الأولى وهي بيت جدي الحبيب لألقي عليه تحية الصباح ، واقبل يده وجبينه ليبتسم لي


ابتسامته الحنونة بوجهه المنير ويُسمعني كلمات الرضى ويمسح على رأسي بكفه الحنون ، وهذا ما يشعرني بالتفاؤل والسعادة ، وأن يومي سيكون جميلاً وموفقاً .


في كل يوم بعد انتهائي من واجباتي المدرسية اذهب الى بيت جدي لأسمع منه أجمل القصص والحكايات عن الماضي الجميل وكيف كانت الحياة بسيطةً وجميلة وكيف كانت الناسُ تحبُ بعضها البعض . في كل مرةً كنت أشعر بالسعادة وأنا أستمع لقصص جدي وأقول لنفسي سأكون مثلهُ عندما أكبر، كان دوماً يقول لي : عندما كنت طفلاً بعمرك كنت أحلم أن أكون جندياً في الجيش لأحمي وطني و أهلي ، وكان لي الشرف أن أكون في الجيش العربي الأردني وأن أخوض الحرب وأقاتل على ثرى فلسطين الحبيبة وتحديداً على أسوار القدس الشريف في حرب عام 1967 .


في كل مرة وهو يروي لي عن بطولته في الحرب أسأله نفس السؤال وأنا أشعر بالرهبة :ألم تكن خائفاً يا جدي؟ فيجيبني : إن الوطن له كل الحق علينا ان ندافع عنه ونقدم من اجله النفس والنفيس، قد كانت موقع كتيبتي في فلسطين وتحديدا على أسوار القدس الشريف ، كانت المعركة التي خضتها مع الشهداء والأبطال في منطقة الشيخ جراح من البطولة والتضحيات مالايتخيله العقل حتى أن العدو شهد لنا من قوة وشراسة أبطالها،فلم ننسحب ولم نُهزم معنوياً،وقد قاتلنا حتى آخر رجل وآخر طلقة واستحقت كتيبة الحسين الثانية لقب أم الشهداء.


أنا ياحفيدتي الحبيبة لأحكي عن بطولاتي في الحرب التي خضتها على أسوار القدس الشريف بل تكلم عني العدو نفسه والتاريخ، ارجو من الله ان يمد في عمرك وتنالي ما تحلمي به يا صغيرتي .

كنت أغلق عيني عندما ينهي هذه الكلمات وأتخيل نفسي وقد كبرت وأني أرتدي البدلة العسكرية وأدافع عن وطني وأحميه بكل قوة وشجاعة كما كان جدي ثم أفتح عيوني وأنظرفي عيون جدي فأجدها مليئةً بنظرات جميلة وأقول في نفسي هل هذه هي نظرة القوة أم الشجاعة أم الفخر وألأعتزاز ؟ ربما لأني صغيرة لا أعرف التمييز بينها فأراها جميعها مجتمعة في عيون جدي .


ذات يوم دق جرس الباب ذهبتُ مسرعةً لأرى من قد أتى ، وأذا برجل يسألني هل هذا منزل الشيخ حمود ابو قاعود؟ فأجبتهُ : نعم تفضل . اعطى الرجل لجدي بطاقةً لحضور حفل لتكريم جدي في القصر الثقافي الملكي لازلت اذكر هذا اليوم حين تجهزت العائلة جميعها وانطلقنا بسياراتنا لحضور الحفل . لا أستطيع نسيان مشاعر الفخر والاعتزاز عندما سمعت اسم جدي بمكبرات الصوت يدعوه مقدم الحفل ليتقدم الى المسرح ويتحدث عن تاريخه العريق ويعطوه درع التكريم . عندها علت أصوات التصفيق لم أشعر بآلام يداي الا عندما أنتهيت من التصفيق . دعوتُ في نفسي : يارب أن أكون مثل جدي عندما اكبُر.


جدي لوعاد بك الزمن وطلب منك أن تعود الى الجندية هل ترغب بذلك؟


نعم يا صغيرتي ليت الزمن يعود الى الخلف وأطلَبُ مرةً أخرى لأخدم الوطن لهرولتُ مسرعًا لألبي النداء وأقوم بخدمة وطني على أكمل وجه كم أكون سعيدًا بذلك يا صغيرتي لو أنك تعرفين حب الوطن جيدًا لتمنيتي أن تكوني جنديةً لهذا الوطن الغالي.


حفظ الله جدي المناضل وحمى الله وطننا الأردن .


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

قصه رائعه ابدعتي تبارك

إقرأ المزيد من تدوينات مسابقة القصة القصيرة

تدوينات ذات صلة