اسم المتسابق: فرح منذر سميح الحاج حسن - فئة المسابقة: الفئة العمرية من (6-12) سنة



من بين اصوات ضحك الاطفال العالية، وابتسامتهم التي تعلو وجوههم .... حيث تراهم يلعبون بين اشجار الحديقة العالية...ترى وسط كل هذه البهجة فتاة جالسة وحدها وكـأن هموم الدنيا على رأسها ...

تالا.. فتاة في الثالثة عشر من عمرها.. جميلة الوجه ... عيناها تشعان ذكاء.. لكنها لا تستطيع الحركة، تراها دوما جالسة على كرسي متحرك، حزينة، لا تشارك أقرانها لعبهم، رغم أنه هناك العديد من الانشطة التي يمكنها القيام بها. اذن لماذا تصر على الجلوس وحيدة وقد علا وجهها العبوس؟ انها لا تبدو سعيدة.

تالا لا تبتسم الا نادرا... دوما تردد بينها وبين نفسها، لماذا يستطيع الكل أن يركض ويلعب وأنا لا أستطيع؟ أتمنى أن أتخلص من هذا الكرسي.. أن أمشي.. أن أسابق أختي الصغيرة... أن أركض إلى أمي لأحضنها.. لماذا أنا الوحيدة التي لا تستطيع الحركة؟؟ لماذا يا ربي؟؟

لقد كنت سعيدة وأمشي وأركض ... حتى ذلك اليوم.. لا أريد ان أذكره. كان أبي ينتظرني بسيارته عند الجهة الاخرى في نهاية اليوم الدراسي.. وقمت بقطع الشارع اريد ان اريه شهادة التفوق التي استلمتها اليوم.. وفجأة رأيتني اطير في السماء حيث صدمتني سيارة ورحت بعدها في غيبوبة لم استيقظ الا وانا بالمستشفى ودموع والدي تغطي وجههما.. وسمعت الطبيب يقول.. انها لا تستطيع المشي بعد اليوم.

أزاحت شمس أخت تالا التي تحبها حبا شديدا، ستارة غرفة نومها، واسرعت الي سرير اختها وابتسمت وقالت لها ووجهها يشرق نورا: يسعد صباحك يا احلي اخت في العالم، ردت تالا بكسل وصباحك، ما لي اراك فرحة كهذا؟

ردت شمس: الا تعرفين؟ إنه يوم ميلادك يا حبيبتي ... أشاحت تالا بوجهها كأن الأمر لا يعنيها

جاءت والدة تالا وقد علا السرور وجهها وهي تقول: صباح الورد لأحلي وردات، لم أستطع النوم الليلة، انتظر الصباح لأخبرك بأحلى خبر يا تالا... تعال يا زوجي الحبيب وأخبر تالا بأحلى خبر

دخل الوالد وقبل تالا.. وقال: لقد اخذنا موعدا لك يا تالا مع الدكتور احمد خالد

تالا: ومن هو الدكتور احمد خالد يا والدي؟

الوالد: انه أفضل دكتور جراحة في العالم وقد عرضت عليه كل تقاريرك الطبية وصور الاشعة، واكد لي انه بالإمكان علاج حالتك وانه بإمكانك المشي من جديد.

صرخت شمس من الفرحة وقفزت عاليا، لكن تالا لم تبدي اي حركة.

الوالد: لماذا لا تبدو الفرح على وجهك؟

قالت: لا اظن انه بإمكاني المشي مرة اخري...

دخلت تالا على ممرضة العلاج الطبيعي التي أوصي الطبيب بالمتابعة معها، وشعرت من أول لحظة بكم اليأس الذي يملأ تالا

فقالت الممرضة والحب والامل لا يفارقان وجهها: ارى أنك حزينة، قالت تالا: بصراحة انا لا اثق بانني سأشفي

- ولماذا كل هذا التشاؤم؟ لقد راجعت تقارير الطبيب بعد الجراحة التي قمت بها وكلها توكد ان بإمكانك المشي مرة اخري ولكن بشرط؟

- وما هو ؟

- ان تثقي بانك ستمشين بل عليك ان تتيقني من ذلك وتصوري دوما انك تمشين وتركضين وان الامل لديك يجب ان تكون عاليا.

وثقي بان الله قادر علي شفائك..

-ردت تالا: حقا ... هل تظنين حدوث ذلك؟

-نعم ... فقط ابداي معي ... وثقي بالنتيجة وان الله لا يخيب من توكل عليه.

شعرت تالا ان كلمات الممرضة قد اخترقت قلبها.. واحست ان شفاءها قريب..

بدأت جلسات العلاج.. كل يوم يمر تتحسن عضلات القدم لدي تالا.. حتى أتت اللحظة التي وقفت علي قدميها بمساعدة جهاز المشي وخطت اول خطوة.. لم تصدق نفسها وبكت كثيرا وقامت الممرضة بحضنها وكذلك والديها.. ولك ان تتخيل سعادة شمس بذلك..

استمرت تالا بجلسات العلاج.. واستطاعت المشي أخيرا...وفي اخر لقاء لها مع الممرضة قالت لها: لن انسي فضلك على ... فانت من زرع في الامل والثقة بالله ... ردت الممرضة: قال رب العزة انا عند ظن عبدي في ... فالأمل والثقة بالله ثم العمل اجنحة تحقيق المعجزات.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

ماشاء الله ماشاء الله ماشاء الله ابدااااااع

ماشاء الله ماشاء الله ماشاء الله ابدااااااع

جميل جداً

إقرأ المزيد من تدوينات مسابقة القصة القصيرة

تدوينات ذات صلة