ليست الامومة بألامر السهل فى هذا العالم، ولم يعد العالم مكانا أمنا للام
- من اين تكون البداية؟
- البداية تكون من المرة الأولى..
- لكنى لا اعلم ايهم كانت المرة الأولى..
- اذن فالبداية من اول مره تتذكرينها...
حسنا سأبدأ فيجب ان ابدأ بالتأكيد ليس الأمر بهذه الصعوبة، إحدى هذه المرات كانت المرة الأولى عندها راودني ذلك الإحساس الذى غاصت فيه روحي فلم أتمكن من مقاومته او منعه، لم أتمكن من السيطرة عليه بل سيطر هو على كياني كله فلم أتمكن من المقاومة وصرت مستسلمة له، لاحقته كما يلاحق الصغير أمه حتى لم اعد اعرف طريق العودة، وظللت أرى في أحلامي كل يوم نفسي تائهة أحاول العودة لكن لا اجد الطريق، كلما استعنت بأحد لمساعدتي ابعدني اكثر كأنى مصيري ألا أعود أبدا.
- لابد ان هناك سبب لذلك الإحساس الا تذكرين؟
ربما خيبات أمل متتابعة تسببت في ذلك، ربما وفاة رفيقة دربي، ربما لم أتمكن من الصمود أكثر في وجهه العاصفة يوما ما، كل تلك الآلام هل يحق لي ان اعتبرها سببا، يخبروننى دائما اننى مسؤولة واننى ام لا وقت لدى للانهيار او الشكوى فيجب ان استمر دائما، هكذا هي الحياة يجب ان استمر في العطاء، أي طموح شخصي يعد أنانية، لا مكان لأي رغبات شخصية، فرغباتي حتى وان حصلت عليها يؤنبني ضميري كأنني مذنبة بذنب لا غفران له، مازالت اسعى في الطريق، اجتهد لأنجح لكن كلما وصلت اى درجة وجدت ألاف الدرجات أعلى منها، ووجدت من يخبرنى اننى مقصرة وان ما فعلته ليس كافى.
- إذن ماذا عن زوجك هل يدعمك؟
نعم نعم, بالطبع يدعمني لكنه يحتاج الى الدعم اراه شارد الذهن كثيرا يتحمل الكثير لأجلنا يحارب العالم كله بينما انا غارقة في آلامي، يوجه لي النصح كثيرا فهو اول من يراني مقصرة دائما، لكن يحبني ويسعى لتخفيف العبء عنى لكن بطريقته التي تؤلمني اكثر مما تخفف عنى.
اكتشفت ان مهنة الامومة هي الاصعب والاقسى على الاطلاق، تتعرض فيها لشتى أنواع الضغوط دون ان يكون من حقك ان تعترض فأول من يمنعك من الاعتراض هو قلبك الذي يهيم حبا بأطفال صغيرة انجبتها في عالم موحش ولا يمكنك ان تسمح لاحد بإيذائها، لكن بالحقيقة انت تؤجل هذا الايذاء حتى يشتد عودهم ويمكنهم مواجهته، لكن قلبك يظل معلق للأبد لا يريحه الا ان تجتمعوا في الجنة.
لست مجبره عليها لكن رغبتي بها لم تترك لى فرصة حقيقية للاختيار، رغبتى في ان اقدم افضل ما لدى لأطفالي تجعلني وان لم يخبرني احد – أرى نفسي مقصرة، تارة ارفق بهم ثم أتذكر قسوة العالم فألوم نفسي على زيادة الرفق واقرر ان اقسو قليلا حتى يعتادوا على القسوة فألوم نفسي اننى لا يمكنني ان احرمهم من الرفق خاصة وان لا احد سيرفق بهم في هذا العالم.
اتسأل كل يوم هل يمكنني تغير العالم ليصبح أفضل من اجلهم؟
لكن إذا انشغلت انا بتغير العالم لأجلهم فمن يعتنى بهم؟
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات