منهجية كتابة مراجعة للكتاب على شكل خطوات وخاصة "الرواية"

في هذا العصر، أصبح من المألوف كتابة مراجعات للكتب أو تقييمها، خاصة بعد ظهور الوسائط الرقمية، مما مكنّ العديد من القراء كتابة مراجعات إما على المواقع الاجتماعية أو المدونات الأدبية. لكن، هل تساءلت يومًا عن كيفية إجراء مراجعة للكتاب؟ وما الذي يميز المراجعة الأدبية عن المراجعة العلمية لكتاب فكري؟ وما إذا كانت هذه المراجعة تتبع قاعدة ثابتة أو يمكن إجراؤها بحري؟ هناك الكثير من الجدل حول هذا الموضوع، لكننا سنحاول إلقاء بعض الضوء على كيفية تقديم مراجعة للرواية من خلال 10 خطوات.


أولا: النقد الأدبي:

لمعرفة نقطة البداية حول كيفية مراجعة الكتاب، فإن أول شيء نريد القيام به هو تحديد مفهوم النقد الأدبي. إنّ النقد الأدبي هو الدراسة العلمية للأعمال الأدبية. بالطبع، عندما نقول علميًا، فإننا نعني اتباع طريقة موضوعية وتجريبية. تمارس منذ القرن التاسع عشر في الأوساط الجامعية وتطورت كثيرًا في منتصف القرن العشرين من خلال مدارس أدبية ذات منظورات مختلفة تتراوح بين تلك التي تركز على الدراسة الداخلية للنص، وتسعى إلى هيكلة مشتركة وتصنيف علمي هدفه هو الجوهر، أما المنظورات الأدبية النقدية فقد انكب سعيها نحو التأثير الخارجي مثل: رد الفعل الذي يولده في القارئ أو دراسة البعد الاجتماعي. لكن يجب أن نكون واضحون بأن كتابة مراجعة، لا يعني أن تكون ناقدا أدبيا أو تصل مراجعتك إلى مستوى النقد الأدبي العلمي الذي يطبق أساليب وتقنيات مختلفة على الكتب، لتحليل العمل الأدبي والمؤلف قالب فني أدبي. في الواقع، تتمثل الوظيفة الرئيسية للنقد الأدبي في تحديد وفصل نمط معين عن الأدب الذي سينزل في زمن معين.



كيفية كتابة مراجعة للعمل الأدبي؟84546327799634610


ثانيا: المراجعة الأدبية للقارئ:

إلى جانب هذا الجانب العلمي من النقد الأدبي، كان هناك أيضًا نقد موجه من الجمهور من خلال المراجعات والتعليقات والآراء للكتب التي صدرت في جرائد ( أقسام الثقافة) أو مجلات ثقافية أو أدبية أو إعلامية .بهذا المعنى، في القرن التاسع عشر تم الترويج لمساحات للنقد الأدبي ومارسها مؤلفون في بداية القرن العشرين، فظهرت أيضًا منشورات كانت بمثابة تصور لاتجاهات أدبية مهمة وبالطبع، إذا سألنا أنفسنا عن ماهية مراجعة الكتاب، يجب أن نضع في اعتبارنا أن المفهوم قد تطور أيضًا بمرور الوقت وأن الهيكلة المصاحبة للمراجعة اليوم ليس هي نفسها التي كانت عليه قبل قرن من الزمان. مع وصول الإنترنت والمجلات الرقمية والمدونات، تكاثرت المراجعات الأدبية بشكل متزايد في هذه الوسائط الجديدة، وتم بشكل متزايد تقليص المنشورات المطبوعة. لذلك فإن كتابة مراجعة للكتاب تمكنك من الاقتراب من عمل الناقد الأدبي المتخصص، ولا يجب أن ننسى عدم إغفال المحايدة واتباع طريقة نقدية حتى لا تكون مراجعتك مادة دعائية من المديح للقارئ من أجل شراء الكتاب، وهو أمر أصبح شائعًا أيضًا في المواقع الاجتماعية والمدونات.



كيفية كتابة مراجعة للعمل الأدبي؟20419809873101770


ثالثا: خطوات كتابة مراجعة للرواية:

قبل البدء بخطوات كيفية كتابة المراجعة للكتاب، يجب أن تتوفر على تجربة القراءة المكثفة ورؤية عن الواقع الأدبي، في الوقت الذي يجب أن تتمتع ككاتب المراجعة بمعرفة لا بأس بها بمنظورات النقد الأدبي. في الواقع، من الصعب أن نفهم أن الشخص الذي ليس لديه خبرة في القراءة يمكنه فهم النقد الأدبي أو كتابته. من هنا يجب أن يبدأ كل شيء بقراءة الكتاب بأكمله والبحث عن معلومات عن المؤلف لمعرفة واقعه وعمله. بمجرد معرفة هذه الفروق الدقيقة، يمكننا التحدث عن خطوات كتابة مراجعة أدبية مع مثال...

سنبدأ بمقدمة حيث يتم ذكر عنوان الكتاب، المؤلف، النوع، الناشر، تاريخ النشر، وقد يكون من المفيد القيام بذلك في شكل بطاقة فنية، وكذلك إضافة صورة غلاف الكتاب. من هناك نواصل الخطوات التالية:

1-قَدِمْ نبذة عن المؤلف والكتاب:

بادئ ذي بدء، قد يكون الحديث عن هوية المؤلف وخلفيته الأدبية جيدًا. إنه يضعنا في موقف بشأن ما إذا كنا نتعامل مع كاتب جديد أو شخص لديه مخزون أكبر من المؤلفات المنشورة. في حالة كونه شخصًا لديه مسار، يجب إجراء مراجعة موجزة عنه، وإذا كنا نواجه كتابًا يتبع نفس السطر السابق أو يتعارض مع ما تم نشره حتى الآن.


2-احْكُمْ على الكتاب وضَعْهُ في سياقه الأدبي:

الإجراء الثاني هو كتابة أول تقييم للكتاب، وتوليف لما يقدمه وما شعرنا به من قراءته برأي صادق. لكن بالإضافة إلى ذلك، يجب أن نضع الكتاب في السياق الأدبي. على سبيل المثال، إذا كان يتوافق مع اتجاه أدبي حالي، أو إذا كان يتبع خط مؤلف آخر، أو إذا كان يذكرنا بزمن معين أو إذا كان شيئًا جديدًا تمامًا مقارنة بما هو موجود في السوق اليوم.

3-الكشف عن الأفضل والأسوأ بالحجج المعقولة:

بعد الانطباع الأول، يجب أن نُخرج بعض الأفكار حول الكتاب، ويجب أن يكون دائمًا بحجج منطقية، بإعطاء الفكرة وسبب هذه الفكرة. عند مراجعة الرواية، يمكننا التحدث عن قوة أوصافها، وتعريف شخصياتها، والإيقاع السردي، ومصداقيتها ونوعية اهتماماتها، وشدة الحوارات، وقدرتها على الارتباط والتناسق، القضايا التي تعالجها، باختصار، إذا كان هناك أي شيء تجده في أي عمل أدبي يهتف بنبرات مختلفة فعليك التقاطها وتدوينها.


4-الثقافة العامة والمعرفة الواسعة:

يمكن لقارئ المراجعة أن ذو شخصية ذات خلفية فكرية متنوعة ذات معلومات مختلفة، وعلينا أن نحاول قراءة ملفه الفكري بالكامل، وذلك من أجل شد انتباهه نحو المراجعة لأطول فترة ممكنة. لذلك، بالإضافة إلى تقييمك للكتاب، علينا أن نكتب مراجعة رشيقة ومسلية حتى لا تشعر القارئ بالملل. حيث إذا أضفنا إلى ذلك إمكانية تثقيفه حول الأدب الذي نتحدث عنه، بمعنى، الاتجاه الذي تنتمي إليه الرواية، فسيكون ذلك مزيجًا مثاليًا. حيث يمكن أن يساعد تداخل النص مع بعض العناصر المميزة مثل ربط العمل الأدبي بعمل قد سبقه أو صور فنية ورمزية يحتوي عليها الكتاب أو الأفكار الفرعية ذات الرؤيا المختلفة أو الاقتباس البارز ... فذلك يعطي حيوية وديناميكية للمراجعة التي تود كتابتها.


5-عدم الكشف عن أحداث الرواية والبوح بالحبكة:

حتى الآن تحدثنا فقط عن كشف الانطباعات والآراء حول الكتاب وبنيته وكتابته وتطوره أو تقييمه، لكن يجب أن نحاول أن نكتب الحد الأدنى في الملخص والحبكة حتى لا نكشف عنها، لأنها أمور يجب أن يستكشفها القارئ بقراءة الكتاب إذا أقنعته مراجعتك.


6-الأسلوب والحمولة الرمزية لكشف المعنى:

على الرغم من أننا قد تمكنا بالفعل من الحديث عن الأسلوب سابقًا، إلا أنه من المثير للاهتمام ربطه بالحمولة الرمزية التي يحملها الكتاب، فإذا كان الأسلوب متطابقًا مع هذه الرمزية، وكان يسعى المؤلف إلى إرسال رسالة محددة، من خلال تلك الرموز، فذلك يستوجب كشف المعنى بين السطور أو غرض محدد.


7-خلفية المؤلف وفكره:

منطقيا، التحدث إلى الكاتب والتعبير عن بعض تفكيره حول الكتاب سيضيف المزيد. ومع ذلك، فإننا نفهم أنه لإجراء مراجعة أكثر موضوعية، فإن المثال المثالي هو الحفاظ على مسافة بين كاتب المراجعة والمؤلف، ولكن يمكننا أن نعكس الفكر أو النية المحتملة للكاتب عندما يتعلق الأمر بتشكيل هيكلة هذا الكتاب على وجه الخصوص، وفي الموضوع الذي يتناوله.


8-رؤية الناقد الأدبي:

لا يقدم الناقد الأدبي رؤيته للكتاب فحسب، بل يمكنه أيضًا استخدام تصريحات لتقديم رؤيته الخاصة حول الموضوع الذي يتناوله، وإن كان ذلك دائمًا بطريقة منطقية ومتسقة.


-9الموضوعية والحياد:

يجب أن تكون المراجعة الأدبية نقدًا موضوعيًا للكتاب، حيث يجب عليك إبداء الرأي وإبداء أسباب لذلك بتقديم حجج، لكن لا ينبغي أن يكون هجومًا على مؤلف معين للتنفيس عن غضبنا، ولا يجب أن تكون المراجعة مبالغٌ فيها بحيث تحتوي على المديح والإطراء لمؤلف الكتاب. فيمكن أن نكون معجبين جدًا بمؤلف أو يمكن أن نكرهه، لكن يجب ألا نحاول إظهار تلك المشاحنات العاطفية في تلك المراجعة، والتي يجب أن تركز أكثر على الكتاب المحدد.


10-تجنب الصفات الإعلانية والإشهارية:

أتحدث عن صيغ كتابية من هذا النوع: أفضل كتاب، الأكثر إثارة في العام، رواية لا تتكرر، أفضل ما وقع في يدي ... كن حذرًا مع الصفات الإعلانية التي يجب أن تبقى للإشهار، يجب أن نتخذ مسار النقد الأدبي، حيث يجب أن نذكر الأسباب لماذا هو جيد أو لماذا هو سيء، لكن يجب أن يكون القارئ هو من يعطي الصفات للكتاب وليست مراجعتك من ستحدد إذا كان أفضل أو أسوأ.

زبدة الكلام، الشيء المهم حقًا هو تقديم مراجعة الكتاب بالحياد والموضوعية مع تجربة قرائية متنوعة، دون أن التأثر بالمشاحنات العاطفية. باختصار، يجب التعامل مع مراجعة الكتاب بتكوين معرفة علمية حول العمل المطروح. بالإضافة إلى ذلك، من المهم أن نمنحها ذكاء ونبرة فكرية دون الوقوع في المديح والثناء المبالغ فيه على أي كتاب يقع في أيدينا.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات أحلام أزوتار

تدوينات ذات صلة