"كُل شيء أو لا شيء"

عن المثالية والكمال،عن السعي لتحقيق المراد بصورة كاملة لا تقبل أي ثغرة ولو كانت تلك الثغرة لا تكاد تُرى!

كل شيء اولا شيء، هذا مذهب الكمال، مذهب الرفض لمفهوم النقص،فثمة الكثير من الأشخاص الذين يرغبون في تحقيق الكمال ويسعون إليه ,لكن هل من سبيل إليه؟!

في الحقيقة إنه أمر جدلي؛ إذ يرى البعض_من وجهة نظرهم_أن السعي للمثالية والكمال أمر محبب؛لتحقيق الأهداف على أكمل وجه بينما يراها آخرون أنها مدمّرة للذات و تحرمنا لذة الشعور بالنصر.

ندرك جميعًا أن لا سبيل للكمال المطلق لكننا نعلم أننا بإمكاننا تحقيق المثالية البشرية المعقولة والتي تقع ضمن نطاق أفضل ما يمكن أن يصنعه بشري.

السعي للأفضلية هذا ما نود أن نركز عليه،فعلى كل واحد منا أن يجتهد ليكون أفضل نسخة من نفسه مع التنبه على أن الكمال المطلق لن يُدرك بل أن السعي إليه يصنع آثار سلبية لا ُيُحمَد عُقباها،ومن الآثار التي يُخلّفها السعي للكمال المطلق هو الشعور بالإرهاق النفسي وربما يقود إلى الاكتئاب، كما يخلّف خيبات أمل لا ينطوي أثرها بسهولة والسبب في ذلك أنّه يصبح لدى الإنسان رغبة جامحة بتحقيق الأهداف، وحينما تتحقق تجده لا يشعر بسعادة تحقيقها إذ أنه لم يتذوق طعم الرشفة الأولى لتحقيق الهدف والنظر لذاته مفتخرًا لأنه منشغل عن تلك السعادة حيث تراه يهرول سريعًا في ماراثوان الحياة دون أن يحتفل بهدفه؛ فشعور عدم الاكتفاء سيد الموقف.

يُعزى هذا للسعي غير الواعي للكمال المُطلق لعدة أسباب أهمها :

_قلة الثقة بالنفس

_المقارنة

_مقاييس المجتمع والرغبة بتحقيق مكانه اجتماعية عالية

_العائلة

_مواقع التواصل الاجتماعي؛ إذ أننا نرى مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي يعيشون حياة رغيدة أشبه بالكمال، مما يدفعنا لسؤال أنفُسنا لِمَ لسنا كذلك؟

وكل ما سبق يجعل شخصية الساعي للكمال شخصية ناقدة،متكبّرة مما يصعب بناء علاقة معها!

نُدرك في نهاية المطاف أن الكمال المُطلق محكوم بعدم الكمال!

أما السعي للأفضلية والذي يعني أن نقدم الأفضل بالقدر المُستطاع فهذا ما نودّ أن نتبع طريقه، نود أن نصل لقمم الأفضلية الممكنة حيث تهمّ قطع روحنا المبعثرة بأن تصبح كيانًا واحدًا ذات صوت واحد وسط صدى أصوات مُبعثرة!

#جلسة-حوارية

#نادي ملهمون_عائلة شغف