كيف تتحول من خمسيني إلى عشريني بواسطة مشرط مقص وبعض الحشو
يمر علينا بشكل مستمر مقاطع لنساء تجاوزن العقد الخامس من أعمارهن.
يلجئن لمراكز التجميل، ليصلحوا هنالك ما أفسده الزمن -حسب زعمهم- ، وأنا لا أتكلم هنا عن المراكز الرخيصة الّتي تعامل العميلة كورق العنب، يحشونها بالفلر ظانين أن هذا كل ما يتطلبه الأمر ليعود شبابها -هؤلاء بحث آخر هم لا يصلحون ما أفسده الزمن بل يفسدون ما تبقى-.
انا اقصد المراكز الّتي تصنع تغييراً جذرياً وحقيقياً لمظهر العميلة.
يتغير الشكل وتنبهر للمرة الأولى، لكن حين تأخذ نظرة طويلة.. ستعلم أن هذه المراكز لم تنجح بإعادة ولو 1% من حيوية الشباب ...
أتكلم عن بريق العين، عن الشغف ، عن الحماس، عن الجوع الشديد لكل ما في هذه الحياة، عن الرغبة بخوض تجارب كثيرة، عن النشاط، عن العواطف، وعن الأحلام..!
مهما فعلت، ومهما بذلت، لن تعيد روحك لسابق عهدها، لن تطوي عقوداً من التجارب الّتي خلفت بك كدمات يسهل ملاحظتها وإن أصلحت خارجك.
هذه الحقيقة الّتي يتهربون منها وهي الحقيقة الّتي لا يجرؤ الكثير على إخبارهم بها لأنهم يخشون جرح مشاعرهم.
علينا التوقف عن الهرب والهلع من فكرة الشيخوخة. عشنا الطفولة، عشنا المراهقة، عشنا الشباب، عشنا منتصف العمر، وسنعيش الشيخوخة شئنا أم أبينا!
لا أحد يستطيع كسر قوانين العالم، ولا أحد بإمكانه تغيير الواقع. التهرب لن يغير حقيقة حالك!
ترجو أنْ تكونَ وأنتَ شيخٌ كما لوْ كنتَ أيامَ الشبابِ كذبتكَ نفسُك ليسَ ثوبٌ خليقٌ كالجديدِ منَ الثيابِ
إن انفاق الفائض من الأموال على مساعدة الفقير والمحتاج، خير من إسرافها على عمليات التجميل الّتي لن تزيد من عمرك ولا حتى ثانية، ولن تعيد لك شباباً قد ولى.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
اسمحيلي هالمرة أنا يلي أقول واااااااو...
أسلوب سلس ممتع ومفردات قوية وكلام قوي صحيح مليون بالمية..
بجد أبدعتِ 🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸