مقال تذكيري بأهمية الصحة النفسية بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية

في اليوم العالمي للصحة النفسية وجدت نفسي أفكر بهذا المصطلح بصورة أعمق، وبكل المصطلحات التي يسبقها اسم "اليوم العالمي" ما جعلني أفكر بأهميتها وأهمية تخصيص فترة من السنة لتذكير الناس بها وتوعيتهم بمفهومها.


نفسيتك، صحة عقلك، صحة روحك، صحة قلبك .. هل فكرت بهذا من قبل؟ هل اتبعت حمية نفسية تحميك من السموم كما تحاول اتباع حمية تخفف بها من الوزن الزائد أو تكسبه؟ أدهشتني بضع إحصائيات قرأتها في كتاب How to stop worrying and start living تبين أن ما يقارب 70% بل أكثر من الأمراض العصبية والجسدية التي تصيب الناس سببها في الأساس نفسي، ربما التوتر والقلق، الحزن، الإحباط، الفشل، الوحدة وغيرها. وهذا ما يسلط لنا الضوء على أهمية إعطاء الصحة النفسية حقها في التعزيز والمتابعة.


خلّفت جائحة كورونا ورائها تبعات نفسية كبيرة، فقلة التواصل الفعلي مع الناس، البعد عن العمل والمناسبات الاجتماعية،المنظر الكئيب لأفراد يرتدون الكمامات في الأماكن العامة، الأخبار العاجلة المقيتة كل صباح كلها جعلت من الناس بؤساء خلف الشاشات ، مُحبَطين ومُتعبين. لكن حان الوقت لنفهم أن ما سيعيد لنا حيويتنا وطاقتنا هو نحنُ، بإدراكنا ووعينا حول أنفسنا وسعادتنا الداخلية.


قد يسأل سائل منكُم ماذا أفعل؟ وهذا حقك، فالموضوع تروّسه العديد من علامات الاستفهام .. ما علينا فعله هو أن نفهم، أنه لا بأس من طلب المساعدة، والاستشارة وحتى العلاج. أن ندرك بأن أي تدهور في صحتنا النفسية يتساوى مع الزكام والسُكري وآلام المفاصل، علينا علاجه والنظر فيه فإن لم نستطع لوحدنا فنستشير المختصين والأطباء، لنا ولأبنائنا وللجميع، كلٌ حسب موقعه.


لا تُعاني بصمت، ولا تلعب دور الضحية أيضًا.


ابق على تواصل مع نفسك، مارس عباداتك وعاداتك الروحانية التي من شأنها أن تعيد لك الراحة والطمأنينة، وحان الوقت لفضّ علاقاتك السامة والتي تجعلك تشعر بأنك شخص سيء، وغير كافٍ. وخصص وقتًا للأشياء التي تُحبها، أو اعرف ما تُحب!


حان الوقت لاتباع حمية غذائية لنفسيتك، والابتعاد عن قياس أفكارك وأفعالك بالمسطرة الاجتماعية، فمراجعة الطبيب النفسي أو الاستشاري التربوي ليست بخطوة خاطئة أو غريبة ، وممارسة الرياضة بانتظام لا تهدف بالضرورة لنزول عشرة كيلو من وزنك، والقراءة ليست للعلماء وأوائل الصفوف فقط، والاهتمام بمظهرك الخارجي ليست من أجل الحصول على الإطراء، كل هذه النشاطات من شأنها أن تشعل فيك طاقة الراحة النفسية الداخلية والنمو العقلي.


إن كنتَ أب أو كنتِ أُم، معلم أو طبيب أو طالب، في أي قطاع كنت تعمل، اعلم أن استثمارك الحقيقي هو أن تتعلم كيف تبتسم، كيف تشعر بخفة في الروح ومعرفة في العقل، كيف تُربّي أشخاص أسوياء وتدمجهم بفعالية في المجتمع، مهنتك الحقيقية تُناصفها صحتك النفسية، فلا تربية بلا تربية نفسية تسبقها، ولا طب بلا علاج بالكلمة.


في أزمة تخطيطك لمستقبلك، في زحام الحياة وضجيجها، لا تنسَ أن تعيشها.




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات أفنان خطّاب

تدوينات ذات صلة