شكرًا 2020 لأنك علًمتني معنى الامتنان وتقدير النعم.

نعم، هذا عنوان مناقض لما أشعر به حاليًا؛ ففي داخلي بغض وكره للأيام المتشابهة التي نعيشها، وأعلم أنَّ بصيص الأمل في قلوبنا يلفظ أنفاسه الأخيرة. ماذا غيّر فينا هذا العام؟ وكيف اختلفت ملامح حياتنا وتحوّلت خططنا وتأجلت أفراحنا، أو تغير شكلها؟


تضج مواقع التواصل الاجتماعي بالرسوم والمقاطع المضحكة المبكية التي تعبر عن سَخَطها وغضبها من 2020 وأحداثها التي فاجأت الشرق والغرب وغيّرت عناوين الأخبار في الصحف والمحطّات ولكن في الجانب الآخر أجدني سعيدة بإزالة الغبار عن نعمة عظيمة ستعجل حياتي القادمة أفضل وأكثر سعادة، ألا وهي "الامتنان Gratefulness" .


لم أكن أعلم علم اليقين أن لكل شيء في هذه الحياة لذة مهما بدا صغيرًا ولامرئيًا، علّمتني هذه الأيام القاسية كيف ألّا آلف أطعمتي المفضلة مهما كررت أكلها فقد يأتي يومٌ ويصبح تذوقها حلمًا، علّمتني كيف يكوّن الحب والصداقة روابط قوية بين القلوب مهما طالت المسافات وامتنعنا عن مصافحة واحتضان بعضنا الآخر.


شكرًا 2020 فقد علمتُ أن للوقت قيمة كبرى، علّمتني كيف أقتنص الفرص وأختلقها وكيف أمنح جسدي نومةً هنيئة يستقر فيها روحي ووجداني ولو لمرة واحدة على الأقل. علّمتني أن العلم والعمل أعمدة الحياة، وأشعرتني بقيمة المشاوير السعيدة الغير المخطط لها. علّمتني كيف أميز الأصدقاء من أشباههم وكيف أعرف خفايا نفسي التي لطالما شغلني عنها انشغالي بالنظر إلى الآخرين.


Jصبحت أكثر قربًا من الله، وتعرفت على أحلامي، على هواياتي، على ذوقي الموسيقي، على نوعي المفضل من الأفلام، أصبحت أكثر قدرة على النقد وإبداء الرأي، أشفقت على الكتب المكدسة في مكتبتي منذ سنوات، قرأتها.


شكرًا 2020 لأني تعرفت على معنى جديد للوطن؛ العائلة. عرفت أنه و في كل المصاعب والشدائد، سند المرء عائلته، وضحكاتهم وقود الدفء للأيام الباردة وضجيجهم هو هدوء القلب.


فلتنتهي الآن واتركي لنا درس الامتنان، سأقدر النعم، ونكهة القهوة مهما تكررت، وأضحك مع الأصدقاء دون تعب، لن ألوم أحد على تأخيره ؛بل سأستمتع بالانتظار، سأسعد بمنظر الغروب، لن أنام طويلاً، لن أخبىء كلمة جميلة في قلبي، سأقول كل شيء وأعدك أنني سأغسل يدي بشكل منتظم، وسأذكرك دائمًا بكل خير، وأقول شكرًا، وتنهيدة.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

فعلا 2020 خلتنا كلنا ننظر لجميع أمورنا نظرة مختلفة تماما عن ذى قبل
كلماتك بسيطة ورائعة 💜

إقرأ المزيد من تدوينات أفنان خطّاب

تدوينات ذات صلة