في هذه التدوينة سوف اتحدث عن تجربتي مع الغربة ماذا علمتني ؟ وما هي تفاصيل غربتي ؟ وكيف أثرت علي ؟

بداية غربتي :

غالبا ما يتحدث المغتربين عن الم فراق الاهل والأحبة ، وكيف كان الوداع لكن انا أختلف عنهم ان لم ارهم لم امر بلحظة الوداع ، لقد ولدت في بلدي بين أهلي وعائلتي لكني كنت غير واعية وغير مدركة لما حولي ، لكن سرعان ما عدت لتلك الغربة ، وجدتني بين أربع جدران لم اجد حولي سوى والدتي وأبي واختي التي تكبرني ب أربع سنوات ، مارست طفولي في بيت مغلق لا أرى احد ولا احد يراني ، امضيت طفولتي مع اختي العب وامرح لا اعلم ماذا يوجد في الخارج كيف شكل الشجر والطيور كيف هو ضوء الشمس ، لكني مع ذلك كنت سعيدة لم ارهق لاني كنت اظن ان هذه هي الحياة الطبيعية كنت طفلة مرنة وحيوية خفيفة ظل اضحك وامازح عائلتي كنت بريئة لحد كبير ، بدأت اختلط وأكون صداقات عندما درست في الصف الأول الإبتدائي ، وهنا بدأت تظهر أثار الغربة إختلاف اللهجة واللون والشكل والتفكير إني اتعامل مع بشر لأول مرة ، لم أمر بتنمر ولا استهزاء لكنني كنت اشعر اني غريبة لست منهم لا اعرفهم لا اتقبلهم كنت اتحدث معهم وارافقهم في الطريق والعب معهم لكن لم اكن مستمتعة حقا كنت اشعر بالنقص والإختلاف والبعد كثيرا حينها بدأت اتمرد عن الغربة والإنعزال ورفضت فكرة ان ابقى طوال عمري في المنزل مما سمعته من زملائي انهم يخرجون الى رحلات وشواطئ ومطاعم حاولت تبديل بيئتي والمقاومة نجحت في البداية كنا نزور الجيران ونذهب في نزهة الى الحدائق لكن نظرا لظروف عائلية ومشاكل من داخل الأسرة انعزلنا مرة اخرى ،


الإعتياد :

بعد مرور زمن على بقائنا في المنزل لا نذهب الا الى المدرسة اعتدنا المنزل اصبحنا نجد راحتنا وحريتنا خلف الجدران ، لا اقول اني احببت العزلة لكن اعتدت والإعتياد اقوى بكثير من الحب انغمست في روتين المنزل ، اصبحت تصيبني رهبة عندما اخرج ، ليس خوف من الناس او تجنب لآذاهم انما كان الأمر جديد بالنسبة لي يحتاج إلى تدابير وتخطيط لم يعد الأمر استمتاع كان اداء واجب أو مهمة ، لقد اعتدت على هذه البلد وهؤلاء الأشخاص اللذين اراهم من زملاء ومعلمين وجيران ، اكتفيت بمن هم في حياتي ، لكن هذا شيء سيء كانت حالتي النفسية سيئة جدا كنت مترددة وفوضوية كنت مهتزة متأرجحة داخليا ، لست وحدي من كنت أشعر بهذا بل كل اسرتي .


غربة روح :

كانت الأزمة ومصيبة الكبرى هي عندما كنت ازور وطني كنت اشعر بالغربة صارت غربتي وطن ووطني غربة ! لم اكن معتادة على اقاربي ، لا اففه لهجتهم لا افهم تفكيرهم لا اعلم عنهم شيء عن تقاليدهم وعاداتهم ومصطلحاتهم ، كانت الألفة بيننا قليلة كنت بين احبتي لكن كانت غربتي هذه المرة داخلية روحانية كانت غربة روح ، ذلك الشعور مؤلم ان لا تجد الأمان والحب والدفئ في وطنك وسط عشيرتك والأقربين ، كنت أصافح الجميع لكنني لا اعلم ما صلة قرابتهم بي كان روتينهم غريب عني وغير مألوف ، كنت بالنسبة لهم متفردة غامضة و مبهمة لم يكونوا على دراية بعوالمي ووجهة نظري وطريقة تحليلي للأمور وطريقة تفكيري كنت بعيدة عنهم كل البعد، وكانوا بعاد عني جدا رغم قرابتهم مني دما ، لا قلبا ولا فكرا .


كيف تخلصت من حالتي تلك ؟


عندما لاحظت بعدي عنهم أزعجني ذلك كثيرا ، كرهت تلك الحالة كرهت أن ابقى مقيدة في هذا السجن دون ان اقاوم ان افعل شيء ، كرهت اني لست مقربة من اقربائي ن فبدأت بالتغيير أصبحت أكون علاقات اكثر امارس هوايات متعددة ، اقنعت عائلتي بالعودة إلى الحياة ان نعود لزيارة اصدقائنا بعد إنقطاع ان نعاود الخروج في نزه ان نزور وطننا مدة اطول لكي نتقرب اكثر كان الجميع يوافقني الراي ، بدأنا نجدد حماسنا ونشاطنا وحياتنا الطبيعية تقربت لعائلتي واحببتهم واحبوني قابلت اصدفاء جدد تةاصلت مع اصدقاء الكترونيين أحببت الحياة مجددا وها انا في آخر سنوات غربتي سوف اعود لموطني لجدتي وخالاتي وكل من تصلني بهم صلة قرابة انا فخورة اني قاومت وانجزت وتحديت ظروف الغربة الصعبة ، وانتصرت على حالتي السيئة على اكتئابي وخجلي وعزلتي ، فتحت النوافذ لأشعة الشمس كسرت أغلب القيود ، لقد نجحت ربما ليس بنسبة كبيرة لكنني حاولت وهذا يكفي .


ماذا علمتني الغربة ؟


_ علمتني أن لكل الم نهاية .

_ علمتني انه في اي وقت هنالك فرصة للبدأ من جديد .

_ علمتني ان الأسرة هم اقرباء القلوب والدروب ز

_ علمتني اهمية البشر اهمية ان يكون حولك بعض من الناس لو كانوا قلة .

_ علمتني أن الأنطواء عن العالم اجمع وحب البيت هو سجن والمفتاح معنا ويحب علينا فتح الباب او حتى كسره .

_ علمتني ان اي صدمة او تجربة سوف تعلمك شيء وتجعلك اقوى لكن لا تستسلم سريعا .

_ علمتني ان الرفاق لا يكونوا رفاق إلا بالوفاق .

_ علمتني ان الفراق موجع لكن الاكثر وجع وضياع التلذذ بوجعه والإستمرار في الضياع .

_ علمتني ان الحياة جميلة لكننا لا نرى جمالها لاننا منهكون في مشاكلها .

_ علمتني ان لكل مشكلة وعقبة حل لكننا نحتاج للكثير من الصبر والمقاومة .


شكرا لك ايتها الغربة thank you

ندى سمير

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

يسعدني كثيرا رأيك هذا سأستمر بإذن الله 💖💖 شكرا لك

إقرأ المزيد من تدوينات ندى سمير

تدوينات ذات صلة