لا تكفي الكلمات لتصف امي وكيف دعمتني طوال حياتي، لكنها محاولة لرد الجميل لمرشدتي الدائمة بإستخدام قلمي ، أهديها هذه التدوينة إلى أمي العظيمة .
هنالك مواقف عدة وقرارات كثيرة كانت امي هي الداعم الأول لي فيها ، مهما قال الأخرون عني كانت تشجعني أولهم في اول عام في المدرسة :
حيث ساندتني وحفزتني على الدراسة وبذلت مجهود عظيم معي ، لأنها أكثر دراية بما هو أفضل لي ، كنت أدرس مع طالبات من جنسيات مختلفة لكنها كانت بجانبي دائما وكانت تطمئنني ، وتقول لي : انت لا تنقصين عنهم في شيء ، وإجتهادك في دراستك سيزيد من قدرك ويرفعك .
لنأتي إلى مرحلة مهمة في حياتي وفارقة وهي " القراءة":
عندما كان عمري 8 سنوات وفي يوم من الأيام كنت ملانة وأشعر بالفتور ، ولا يوجد شيء في التلفاز ولم أكن أملك هاتف ، وكانت والدتي قارئة نهمة حيث في كل مكان يوجد كتب وروايات ، وكذلك والدي فكان لا يخلو مكان في بيتنا من الكتب ، وحينها إرتابني الفضول ما تلك الكتب الذي تقضي وقتها في قراءتهم ، فسألتها عن ذلك فعرضت علي أن اقرأ أحدهم بنفسي لكي اعرف ذلك ، وجدت كتب للعبقري مصطفى محمود ، يوسف إدريس وأشعار وكتب بريد الجمعة للكاتب عبد الوهاب مطاوع ، لفت نظري كتاب بريد الجمعة ، وكان غني حيث يحتوي على العديد من القصص الواقعية الذي يرسلها الناس إلى الكاتب ليحاول حل مشاكلهم ، فجاءت للكاتب فكرة ان يؤلف كتاب يجمع به هذه القصص وفي نهاية كل قصة يكتب تعليقه عليها والحل من وجهة نظره ، وتعجبني تلك الأنواع من الكتب فقرأته وكان اول كتاب فعليا لي ، ربما لم أفهم كل شيء كتب لأني كنت صغيرة لكنني إستمتعت كثيرا وأصبت بعشق الكتب لذا أود تقديم الشكر الجزيل لأمي التي منحتني هذه اللذة والمتعة ، ومنذ ذلك اليوم أصبحت القراءة جزء مني ، ربما لم أقرأ الكثير من الكتب لكن المهم هو أنني إستفدت مما قرأت .
بدايتي مع الكتابة وكيف دعمتني أمي بها :
وانا صغيرة كنت أريد بشدة أن أمتلك موهبة ما ، ولأن إكتشافي لموهبتي تأخر كنت منزعجة من ذلك ، لم يتأخر لكنني كنت عجولة وغير صبورة ، كنت أرى أختي الأكبر مني تمتلك موهبة الرسم وانا لا اعلم بما انا ماهرة ، كنت مشتتة تدربت على التصوير وعزف الموسيقى والخط وامي دعمتني بهم جميعا حيث وفرت لي الأدوات اللازمة لتساعدني على إكتشاف موهبتي ، دائما ما كانت أمي تحدثني عن كتاباتها في المدرسة في مواضيع التعبير وانه كان جميع المعلمون يعجبهم كتاباتها ، بصفتها متعددة المواهب ، ومن شدة حبي للأدب تأثرت بها إلى جانب الصدمات التي مررت بها فتجهت لكتابة اليوميات وكنت أعتقد اني اكتب مذكراتي لا أكثر ، ولم اعلم اني امتلك موهبة فعلا ، وفي يوم درسنا في المدرسة كتابة القصص القصيرة فإستهواني الأمر وكتبت قصة وعرضتها على المعلمة وقرأتها امام الصف وقد نالت إعجابهم جميعا ، وايضا في حصة للمواهب عرضت قصة لي ، فصفق الكثير من الطلاب وسألوني إن كنت من كتبتها حقا ، أسعدني ذلك جدا وأستمريت بكتابة القصص القصيرة ، وأمي دربتني على كتابة التعبير ونمت مهاراتي ، وكانت تعدل بعض الأحيان على ما أكتب ونصحتني بالقراءة كثيرا ، تطورت موهبتي في كتابة الشعر والقصص القصيرة ، كانت تبحث طوال الوقت عن فرص في المجلات والجرائد والمسابقات كي أعرض كتاباتي لديهم ، كانت معي لحظة بلحظة وخطوة بخطوة ، لذا أي نجاح سأصل له أهديه لها ، فهي الأحق مني هي التي عانت أكثر مني لأجل نجاحي .
التدوين على ملهم :
عندما بدأت البحث بنفسي عن موقع ما استطيع إيصال كتاباتي للجميع من خلاله ، وجدت "ملهم" وقد كانت الكتابات السائدة عليه هي المقالات والتدوينات التي لم أتدرب عليها ولم أكن ماهرة بها ، حينها وددت الإعتماد على نفسي ، وكتبت اول مقال لي على الموقع دون مساعدة منها وهو مقال " فن المهن" وكنت سعيدة بهذا كثيرا ، وعندما أخبرت والدتي عنها وقرأتها أعجبت بها وبدأت تنصحني وترشدني كيف أكتب مقالات بشكل أفضل ، وكانت السبب في تطور مهارتي بكتابة المقالات .
وما زالت ترشدني في أمور عدة في حياتي التعليمية ، والإجتماعية ، والعملية وكل شيء ، مجرد مناقشتي معها في موضوع ما أكتسب خبرة كبيرة منها ، أحب أن اتحاور معها لأن الحوار معها ثري جدا ، اود أن اقول لها انت من صنعتني وانني فخورة كثيرا بكوني إبنتك واني من دونك لا شيء !
(أمي يا جنتي ) منك أستقي الحب منك أقتطف المعرفة أنت اللغة انت الكتب إليك المفر والهرب الصبر انت والمقدرة ومعك أسلك الدرب حماك الله يا امي يا فرحتي بلا همي يا جنتي يا قرتي يا من تسكن مهجتي دمتي لي خير البشر فحبك غنى وحب الغير فقر امي يا جنتي يا وردتي . ندى سمير .
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
❤️🥀
سلمتِ عزيزتي اشكركِ بحق🦋🙏!
في الحقيقة لا اجد كلمات
تصف مدى سعادتي بقرأتي ما كتبتِ شكرررا من القلب عزيزتي ❤❤❤