من هي المرأة القوية صاحبة الأنوثة ،وكيف نتجنب الأفكار المغلوطة في تصنيف المرأة القوية


لقد كثر الحديث حول موضوع المرأة القوية المستقلة فبات موضوعاً تتناقله الألسنة في الشوارع والصفحات في المواقع ، وكل يتكلم حسب منطلقه ومرجعيته الفكرية التي تختلف من شخص لأخر


و هدفنا من خلال الكتابة بشكل عام هو إستنارة العقول وتبيان الحقائق لعلنا سنساهم في التنوير والإستفاقة بما استطعنا




يمكن القول أن هذا الموضوع شائك نوعاً ما ومتعدد الصيّغ نظراً لكثرة الحديث فيه ولكن من الأفضل والأحسن أن ننظر إليه من الناحية الموضوعية والواقعية لنرى الحقائق ونتجنب الغوغاء التي تخرجنا عن المسار السوي


نعلم بديهياً أن المرأة مخلوق عاقل مثله مثل الرّجل ولها خصائصها النفسية والجسمية والسيكولوجية التي تختلف جميعها عن هذا الأخير وللمرأة الدور الفطري البارز في المجتمع وهو تنشأة الأجيال وتربية الأبناء وحسن رعايتهم وتعليمهم وإرشادهم للطريق السّوي ، يمكن القول أن هاذه المهام مشتركة مع الرجل لكن شئنا أم أبينا للمرأة ميزة عظيمة في طبع بصمتها داخل نفوس أبنائها أكثر من الرجل بمراحل وهنا ستَصدق تلك المقولة الشهيرة

إن الأم مدرسة إذا أعدتها أعدت شعباً طيب اللأعراق




والأن بعدما بيّنا الجانب الفطري للمرأة أن الأوان أن ندخل في موضوعنا ونعالج بعض النقاط مع توضيح بعض الأمور التي نراها جديرة بالذِّكر

إن المرأة العاقلة المتوازنة هي المرأة التي ترى أنه لا تعارض بين وظيفتها ونجاحها المهني والشخصي وبين مهمتها الفطرية الطبيعية ، فإذا وفّقت بين هاذين العنصرين أصبحت امرأة متوازنة بأتم معنى الكلمة ولن تجد معيقات


إن المرأة قوية عكس مايروج لها ، فهي قوية في ممارسة مهامها الأصلية كأم ومربية أجيال ، ناهيك عما إذا كانت تمارس مهاماً أخر يخصها خارج بيتها فهذه قوة حقيقية


ونقول إن المرأة ضعيفة إذا ما قارنّا قدراتها بقدرات الرّجل في المهام المخصصة للرجل ونعني بها المهام الجسمية والعقلية التي تتطلب رجلاً في الميدان والعكس صحيح بالنسبة للرجل إذا ما وضعناه في مواجهة المهام المخصصة للمرأة فهنا سيصبح ضعيفاً لأنه وبكل بساطة تلك المهام موجهة للمرأة و بالدرجة الأولى


إذاً ما نفهم هنا أن صفة الضعف مقرونة بعدم توافق المهام المقرونة لكل جنس وهذا مايؤدي لوقوع كل طرف في حالة من اللاتناسق والتكامل مع المهام التي هي بصدد ممارستها




منبت المرأة المستقة:

إن ببحثنا عن الأسباب الموضوعية التي تجعل المرأة عموماً مستقلة في حياتها نجد أن تلك الأسباب متعلقة بالوسط الذي ترعرعت فيه هذه المرأة وقد قسمنا هذا الوسط إلى نوعين سنقوم بذكرهما وشرحهما أدناه:


النوع الأول ويتمثل في تلك المرأة التي كبرت وترعرت وسط عائلة غنية وفي وسط مشجع على تحقيق الإنجازات وإبراز الذات بشكل كبير ، فيمكن القول أن هذه المرأة ربما قد وجدت كل الدعائم الأساسية التي تمكنها من السعي وراء طموحاتها وتحقيق أهدافها


أما الصنف الثاني فهو الصنف المغاير للصنف الأول ففي هذا الصنف نجد فيه أن المرأة قد عاشت معاناة الفقر وذاقت شيئا من شقاوة الحياة فكانت الأمل الوحيد لعائلاتها فضحّت من شبابها ووقتها من أجل كسب لقمة العيش لها ولعائلتها فقد أجبرتها الظروف على فعل كل ما في وسعها من أجل نفسها وعائلتها ومع مرور الوقت ستصل لمبتغاها فتحقق ذاتها


إن المتمعّن سيلاحظ أن كلا النموذجين يؤديان إلى نتيجة واحدة ألا وهي و الإستقلالية"


لذا فنقول إن المرأة عموماً قد مرّت بهاتين المرحلتين حتى أصبحت كذلك ، إما أنها كانت الملاذ الوحيد لعائلتها فأجبرتها الظروف الإجتماعية للخروج ومواجهة الحياة لكسب لقمة العيش ، وإما أنها تربت و ترعرعت وسط عائلة ذات نمط عيش محاط بتحقيق الأهداف وإبراز الذات


إلى الأن يبدو لنا أن كل شيئ طبيعي وفي محله ، ولكننا سنتطرق في هذا الجزء من المقال إلى النقطة التي أراها جوهر الإشكال وهي مشكلة الوعي بالمفهوم التقليدي للأنوثة عند المرأة التي حققت الإستقلالية


مشكلة الوعي بمفهوم الأنوثة:


إن النقطة التي أراها تشكل محور المشكلة هي أن المرأة العاملة المستقلة سواء من الصنف الأول أو الثاني غالباً ما تقع في معضلة الجهل بالدور الحقيقي للمرأة ، فقد غيّر من مفهوم الدور التقليدي لها وأُدرج فيه عنصر الضّعف وعنصر الضعف قد شوه المفهوم الأصيل ، فكما نعلم جميعاً أن المرأة مهامها الفطرية تتعلق بالإهتمام بالأسرة وتنشئة الأجيال بدرجة أولى ، أصبح يروَج إلى هاذه المهمة على أنها مخصصة للمرأة الضعيفة التي لم تحقق ذاتها وهاذه الفكرة المغلوطة يروّج لها في الإعلام والسوشل ميديا عن طريق المؤثرين و المؤثرات وأيضاً الحركات المناقضة للفطرة البشرية...... فلا يمكن أن تكون الأنثى ضعيفة وهي التي تنشئ أجيالاً وتزع قيماً وتغرس مبادئاً أليس في هذا قوة ؟ ، وهكذا أصبحت المرأة المستقلة تقحم نفسها في مهام رجولية وتنهمك في تحقيق إنجازاتها الشخصية فتتناسى دورها الأساسي كأنثى


فوجب القول أن المشكلة هنا ليست في كون المرأة عاملة ومستقلة بل المشكلة تكمن في إنعدام الوعي الصحيح بالأنوثة ودور الأنثى الفطري في العائلة و المجتمع ، كما أن إقتران عنصر الضعف بالمفهوم التقليدي للأنوثة جعل هذا الأخير بعيداً عن نطاقه الأصلي المفعم بالقوة


إن الصنف المتعلق بفكرة الضعف في ممارسة الدور الفطري للمرأة هم غالباً ما يكونون أتباعاً وناقصي فكر أو أنهم لا يستوعبون قيمة الدور الذي ميّزت به المرأة في المجتمع ، فالخالق له حكمة في خلقه وكلّ أقرن له دوره وللمرأة قوة فطرية لممارسة دورها كما للرجل قوة فطرية لممارسة دوره وإذا حدث الخلط وغيّرت المقامات فهنا سيجتثهما الضّعف والهوان ويقعان في صراعات أبدية




وخلاصة القول هي أن كل ماذكرناه سابقاً ستستوعبه تلك المرأة المثقفة نِعم الثقافة والواعية بدورها في المجتمع و المتيقنة أنه لا ضعف ولا هوان في ممارسة مهمتها الفطرية التي ميّزت بها وحتى إن سعت إلى إستقلاليتها فهي تعرف مكانها الحقيقي بسبب صلابة فكرها وثقافتها فتنجو في الأخير بنفسها ، ولن تدع مجالاً لأصحاب الفكر الهشّ والمناقضين للفطرة الإنسانية أن يهددو مكانتها العليا.







ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات عطوي زين الدين zine Eddin atoui

تدوينات ذات صلة