ضرورة أن يكون هُناك إبداع تستلزم ضرورة أن يكون هناك مبدعون، وضرورة إيجاد مبدعون تستلزم ضرورة صناعة ملهمين

قصص وحكايات تُروى، لتكن مصدرًا للإلهام، تَعبر جسور اليأس، وتتخطى العقبات، تصنع المستحيل من وجهة نظر الأخرين ليصبح ممكنًا وعاديًا، وأنه لاشيء مستحيل أمام الرغبة والشغف والاجتهاد، نستمع إلى عباراتهم، ونقرأ سِيَرَهم، نتطلع إلى عزيمة يتم احتضانها في الخاصرة بالصبر والأمل حتي تُولَد؛ وتولِد من رحم اليأس أفكارًاتصنع ملهمًا أخر.

عند قراءة كتاب يحدث تغييرًا جذريًا في حياتنا، ويضفي طابعًا يتأصل داخلنا، يزيدنا قدرة على الفهم واتساعًا في الأفق، يأخذنا من حالة إلى حالة، تتسع فينا الرغبة إلى الحياة والحب والعمل.

كذلك هناك أشخاص يتركون أثرًا هو بمثابة إرث للحياة، ربما يكون أب أو أم أو أخ صديق أو مديرك في العمل، أو أشخاص قد نراهم عاديون، كل إنسان هنا كان ملهمًا لغيره وقتما كان يظن نفسه عاديًا.


في إعتقادي أنه لابد من وجود ملهمين علي هذه الأرض حتي لو لم نرى ذلك، لابد من أناس تكون حياتهم بوصلة لغيرهم، وأن التقدم الحضاري في العالم لم يكن ليحدث لولا وجود شخص ملهم وأخر مُبدع، و إلا أصبح العالم مبتورًا، فاقدًا ومفقودًا في الوقت ذاته.

الشخص الذي يكتب عن وجود الأمل اليوم كان في وقتٍ ما يائسًا، يرى عالم مُعتم، يفتقر للحياة، أصبح اليوم مُلهِم، كأنه يمتلك مصباحًا ويمشي وحيدًا وسط شوارع معتمة يقود الناس إلى حيث يوجد النور.

الشخص الذي يكتب عن أهمية العمل وضرورته كان بالأمس يفتقر لوجود عمل يتكسب منه على الأقل، أو ينجح ويصبح رائدًا للأعمال فيما بعد.

الشخص الذي يكتب اليوم عن أهمية التعاون كان في وقت ما له تجربة أدت إلى فشل أو نجاح العمل أو العلاقات؛ لذا من الضروري وجود مُلهِم.

الشخص الذي يكتب اليوم أهمية وضرورة صناعة شخصيات مُلهمة، كان بالأمس يفتقر لوجود إنسان يمتلك القدرة على توجيهه و أن يقول له ما ينبغي عليه القيام به للحصول على بعض الأشياء أو مساعدته للقيام ببعض المهام.


يقول " أبراهام لينكولن " : "إن تحقيق إنجازات عظيمة، هو إثبات بأن الجميع قادر على تحقيقها ايضًا"

يقول " أبراهام لينكولن " : "إن تحقيق إنجازات عظيمة، هو إثبات بأن الجميع قادر على تحقيقها ايضًا"


ليكن " باولو كويلو " قصة اليوم، إن لم يكن معظمنا يعرفه فبعضنا بالكاد يعرفه، نعرفه معرفة الخيميائي وإحدى عشر دقيقة وغيرهما، لكن هو الكاتب ظل لستة أشهر حتى بيعت نسخة ثانية من الخيميائي، الغريب أن الشخص الذي اشترى كتابه الأول هو نفس الشخص الذي اشترى النسخة الثانية.!


بعد تلك السنة الأولى قرر الناشر أن الكتاب كان فاشلاً وأنهى عقد كويلو. ومع ذلك تجاهل كويلو تلك الهزيمة الأولية. وقرر عدم الاستسلام. في الواقع، تضاعف حينهاحماسه لمتابعة مسيرته ولإيجاد ناشر آخر. لم يكن العثور على ناشر جديد بالمهمة السهلة، حيث قوبل بالرفض تلو الرفض. لكنه تمكن أخيرًا من الوصول إلى ناشر جديد، ومعه فرصة أخرى لتحقيق حلمه. وكان له ذلك بالفعل!

في البداية، باع ثلاثة آلاف كتاب فقط، لكن المبيعات استمرت في الارتفاع، حيث باع بعد ذلك عشرة آلاف، ثم 100 ألف، وهكذا.


تبقى قصة باولو كويلو مُلهمة للبعض، الذي يهتم بفكرة الكتابة والثقافة، وذلك لايفقدها أهميتها، وأعلم أننا دائمًا بحاجة إلى أن نشعر بأننا نستطيع، وذلك الشعور لن يتأصل في وجداننا طالما لم يكن أحد من بيننا، يعيش في مجتمعنا بكل معوقاته وبثقافته وصبغته؛ لكن ذلك لن يُغني البعض عن الاهتمام بها طالما كانت داخل دائرةاهتماماته.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات طه جمعه الشرنوبي

تدوينات ذات صلة