لا أحد يراني أو يسمعني في هذه اللحظة من ذكريات الصباح، ولكن ...

في عالم يتسم بالسرعة الفائقة والإيقاع المتسارع، يبرز الفيلسوف خوسيه ميغيل فالي ليخبرنا بأهمية التوقف عن القيام بأي شيء أحيانًا، ومشاهدة الحياة وهي تمر أمام أعيننا. يتبنى فالي حجة قوية لصالح العيش البطيء، مشددًا على أن هذا النهج يمكن أن يمنحنا حياة أكثر غنىً وعمقًا.

ما يستغرق وقتًا يستحق الاحترام، مما يشير إلى أن الأشياء التي لا تستغرق وقتًا تبدو قليلة القيمة.

أود أن أؤكد أن أي شخص يقوم بشيء بسرعة يفعل ذلك غالبًا لأن ما يفعله ليس له صلة كبيرة بالموضوع. لو كان ما يفعله مهمًا حقًا، لما تطلب الأمر السرعة. ما هو مهم في التجربة الإنسانية دائمًا يتطلب وقتًا هادئًا ومراقبة يقظة لما هو غير مادي.

بدون أوقات الانتظار، وبدون مشاركة الوقت في عمليات تستغرق وقتًا، لا يمكننا بناء عادات وذكريات ثابتة. هذه العناصر هي الأساس في بناء التعلم، خاصة التعلم العملي الذي يستطيع أن يتغلغل في الفكر والعاطفة ويساهم في صيرورة حياة الإنسان.

التجربة التي نحترمها ونقدرها ليست مجرد تراكم لأحداث ووقائع، بل هي عملية مستمرة نتفاعل فيها مع العالم لنثبت أنفسنا فيه بعاطفة وسلوك أكثر دقة وذكاء. يتعلق الأمر بتحويل الوقت إلى مكان يمكن فيه تحويل الخبرة إلى تعلم حقيقي.

لتمكين الذاكرة والإطار العاطفي من التفاعل مع نبض الحاضر لفهمه واستيعابه، علينا أن نمنح أنفسنا الوقت الكافي للتأمل والتفاعل بعمق مع تجاربنا.

لنتذكر أن الحياة ليست مجرد سباق للوصول إلى النهاية بأسرع وقت ممكن. العيش ببطء يمكن أن يكون مفتاحًا لحياة أكثر غنىً ومعنىً. لنمنح أنفسنا الوقت الكافي لنستمتع باللحظات الصغيرة، ونتفاعل بعمق مع تجاربنا، ونبني ذكريات وعادات تستمر معنا طوال حياتنا.


العيش البطيء ليس فقط وسيلة لتحسين جودة حياتنا، بل هو فلسفة تتحدى القيم السائدة في مجتمعنا الحديث. إنها دعوة للعودة إلى الجذور، والتمتع بالبسيط، والاستمتاع بكل لحظة. الفيلسوف خوسيه ميغيل فالي يدعونا لأن نكون أكثر وعيًا بحياتنا، وأن نتوقف لنرى الجمال في الأشياء الصغيرة والبسيطة. هذه هي الرسالة التي يجب أن نحملها معنا ونحن نواصل رحلتنا في هذه الحياة المتسارعة.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات طه جمعه الشرنوبي

تدوينات ذات صلة