.....................................................................

" الله وليّ الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أوليائهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون"

لقد حفظت هذه الآية مدة طويلة، ومررت عليها مرور الكرام مرات كثيرة، وفي لحظة ما أوقعت في نفسي أِشياء ما كنت أحسبها، فصارت معي ليل نهار، أردد "الله وليّ الذين آمنوا" ، وكنت أفكر في عظم هذا الاصطفاء ! الله من له ملك السموات والأرض، ومن بيده ملكوت كل شيء، هو وليّ للذين آمنوا!!!

فجعلت أبحث في إيمان قلبي، هل يرقى لهذه المكانة؟ أم أنني أخادع نفسي بهذه الكلمات؟ هل أنا في هذه الآية من الفريق الأول أم الثاني؟ وكيف ستميز نفسي الضعيفة طريقها، وهي تتلهف لأن تكون من أولياء الله، ولكنها ربما تنصاع خلف الطاغوت، بوعي أو بلا وعي، إنها ضعيفة ومكسورة، وتحتاج خالقها لينير لها هذا الطريق، لأن الطاغوت يمكن أن يكون في كل شيء ّ حرفيا .. في كل شيء ..

في عالم السوشل ميديا، في العمل، في الأهداف والطموحات، في الأملاك والمال، في علاقتنا مع الاخرين، الطاغوت هو كل ما يبعدنا عن الله وعن حقيقة وجودنا، هو ما يتسلل إلى نوايانا خفية ربما من دون إدراك، هو عندما نتكل على أنفسنا بدلا من الله، هو عندما نعظم غيرنا بدلا من تعظيم الله، هو عندما نخاف من انقطاع رزقنا بسبب شيء أو شخص، هو عندما نخاف من كلمة حق، هو عندما نرى الناس أكبر مما هم، هو عندما نختلي بأنفسنا المسكينة، فنواجه حقيقتها بالوهم والضياع، هو عندما نتخيل أن دعواتنا لله تعالى يجب أن تجاب كما نريد !! هو عندما نيأس من رحمته ونستعجل قدره !، هو عندما نرى ذواتنا بنظرة الكمال لا بنظرة العبودية، هو عندما نتكبر على أخطائنا، هو عندما نطمع في المزيد عندما لم نكن ممتنين لما لدينا، هو عندما ننفصل عن حقيقة وجود الله ونندمج في وحدتنا، متناسين أنه معنا أينما كنا "وهو معكم أينما كنتم" .

أخاف من هذا الطاغوت وترعبني حقيقته، أراه في مرآتي وفي أجهزتي وفي مالي، فأطلب من ربي أن يريني طريق النور الذي يملأ القلب بالإيمان، أن يكون وليي وإلهي وربي، وأن يرزقني حسن العبادة وحسن التفكير وحسن التدبير، وسلامة القلب وصفاء النية، وأن يجعلني أرى طريق الطاغوت، ويرزقني القوة لتجنبه، فالعيب ليس في الرؤية فقط ! ولكن العيب في أن أترك نفسي لنفسي آمنة من تقلب القلب، ومن فتن الجوارح، فأظن أنني على حق وأنا على باطل ! "وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا"

اللهم رفقا وهداية لكل مشتاق إليك ..


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات شيماء الصمادي

تدوينات ذات صلة