أنا من هُنا .. وفي الروح لهذي الأرض "قوشان" هَوىً ..
أنا من هُنا .. وهذي الأرض تُشبهني..
لي في سمائها مرايا ،،
وفي نسيم بكرتها تحايا..
أراها في عاملٍ يكنسُ بقايا الأمس، والشمس قد حنّت يداه .. أراها في تلويحة شرطي السير .. في شذى القهوة حينَ تستوقفُ أصحاب السيارات .. في الرسم على حيطان المدينة .. أفهمها في قصص سائقي "التاكسي" .. في باعةِ الخُضار على الطرقات .. أحبها في قصائد عرار .. في دعواتِ العجائز .. وفي صيفٍ يضجُّ بضحكات الصِغار ..فسلامٌ عليها ما هَرول طفلٌ كالحرفِ على صفحاتِ أرضها،، وما انحنى لها فأسٌ بيدِ فلاح،،
وما لانت تحت جبهةِ كهلٍ يُصلّي،،
سلامٌ على وطنٍ يُشبهنا ونشبهه،،
لونُ قمحه يتعتقُ في وجوهِنا،،
وحباتُ البنِّ في (مهباشِه) تنعكسُ في الأحداق،،
وسلاسلُ الدحنون تغفو في وجناتنا،،
سلامٌ على الزيتون الذي من عُمرِ الدار..
وأغصانهُ تُظِلُّ النوافِذ،، تميلُ ولكن لا تنحنِي ..
تبردُ ولكن لا تصفرّ..
تظمأُ ولكن لا تذبُل..
تسمعُ حكايانا التي همسناها لها في طفولتنا ونحنُ نشاطرها شربة الماء ..
وتعرفُ دموعنا التي اسّاقطت في مواسمِ القِطاف...
وتذكُر آلامنا التي حملناها معنا إلى معاصِر الزيت في تشرين..
سلامٌ على قوارِب العقبة الشادية بأغاني الوطن ومرجانها يُرى من تحتِ الزجاج ،،
سلامٌ على أصل الكَرَم في معان ،، ودماثة الخلق في الكرك ،، ورِقّة القلوب في الطفيلة...
سلامٌ على شهَامة أهل الزرقاء ،، و على التسامح في عمّان ،، وسلامة الصدر في مادبا ،، وتواضع الناس في البلقاء...
سلامٌ على الوفاء في إربد ،، والأمانة في عجلون ،، والحنيّة في جرش،، و المروءة في المفرق ..
سلامٌ علينا في كل بيتٍ يضجُّ بناسِه ..
حين يغدو إيابُ الآباء إلى دفءِ بيوتهم احتفالًا يوميًّا...
واستيقاظُ الأمهاتِ صفحةً جديدةً في التقويم...
و الشايُ عند أخبار الثامنة موعدًا لا يُنسى...
ومحاذاةُ الأكتافِ عند الغداء سنَدٌ ما بين الجُمعتين...
وخِلافُ الإخوة ذكرياتٌ لزمن العتاب.. واحتراقٌ في مباخِر الحب المؤجلة...
أنا من هُنا .. وفي الروح لهذي الأرض "قوشان" هَوىً ..
فيا ربُّ أدِم لنا فيها سكينةً وأمنا.. واجعل بلادنا بردًا وسلامًا على أهلها .. وآنِس وحشة أحبابنا الساكنون في بطونها..
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات