من الضرورى الإهتمام بعملية التوازن فى مشاعرنا تجاه الأخرين حتى لا نعانى حقيقة تلك المشاعر فيما بعد

البدايات دائما مليئة بالشغف والتمنى ، وإذا لم تكن صادقاٍ وواضحاً من البداية فبمجرد الوصول إليها يبدأ التراجع . كثيراً ما نُبدى مشاعر زائدة نحو الأخرين إعتقاداً منا أنّ هذه المبالغة فى مشاعرنا ستلاقى إستحساناً وتقديراً منهم .


ولكن فى الحقيقة إن المبالغة فى أىّ شعور يصبح شيئاً مؤذياً لصاحبة بكل المقاييس ، فعندما تبالغ وتفرّط فى مشاعر حبّك لشخص ما سيصل بك الأمرُ إلى مواجهة حجوده وعدم تقديره لهذه المشاعر الفيّاضة ، سيقابل عطاءك وحبّك له بنوع من أنواع الملل ، والتعوّد والفتور ، وحتماً سيتغيّرعليك بدون مبّرر واضح أو معروف ، وستجد نفسك تجنى ثمار إفراطك فى هذا الشعور الجميل قسوةً وجرحاً وكسرة ليس لها أسباب ، وهذا حال النفس البشرية ، وحتّى مشاعر التقدير والحزن والخوف واليأس عندما تبالغ فيها أو تعطيها أكثر من حجمها سيعود عليك الأمرُ بكثير من الألم الشديد ..


فدائما إجعل بداخلك توازناً فى أىّ مشاعر تشعر بها ، سواء كانت مشاعر سلبية أو إيجابية ، لا تبالغ إلا فى ثقتك بنفسك ، ولا تبالغ إلاّ فى ثقتك فى الله – عزّ وجلّ – ولا تبالغ إلا فى حبك له .. فالبشر مهما فعلت لهم لا يستطيعون تقدير مشاعرك أو حتّى الحفاظ عليها كما هى ... لا تضع نفسك فى مكانه معيّنة عند أى شخص لكى لا تُصدم بأن مكانتك ليس كما إعتقدت ، ووقتها تنهار أمامك تلك الصورة التى وضعتها لنفسك بداخل قلوب الأخرين . أنظر دائماً لوضعك الطبيعى ، ومكانك الحقيقى فى قلوبهم ، لا ترى غير الحقيقة الواضحة وصارح نفسك بها دائما ، لأن الحقيقة عندما تكتشفها مؤخراً ستؤلمك ألماً شديداً يمكن ألا تستطيع تحملة، أو حتى تجاوزة ... وستترك لك علامة بداخلك لن تستطيع محوها بسهولة ... ودائما تذكر حقيقة الإنسان ليست بما يظهره لك ، بل بما يفعله لأجلك .. فأنظر دائما إلى أفعال الأخرين لا إلى حديثهم أو ما يظهرونه لك.


(أحبب حبيبك هوناً ماعسى أن يكون بغيضك يوماً ما) على بن ابى طالب.




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Samia Mahmoud Afifi

تدوينات ذات صلة