نظرة على مساق إدارة المشاعر في الأوقات العصيبة من منصة كورسيرا
لدي رحلة اعتزمت على منحها ثلاث سنوات من عمري، رحلة لا خسارة فيها، رحلة أتعلم فيها ذاتياً، وأشارك ما أتعلمه الجميع واضعة نصب عيني ترسيخ ثقافة التعلم الذاتي في العالم العربي وجعل العملية أسهل وأيسر.
في هذه المرة اخترت مساق (إدارة المشاعر في الأوقات العصيبة) من كورسيرا من تقديم مركز يال للذكاء العاطفي، المساق باللغة الإنجليزية، وهو متكون من 8 أسابيع يكمل أحدها الآخر متسلسلة بشكل منطقي ومدروس وبطرق عرض مختلفة تنوعت بين نصوص، فيديو، أنفوجرافيك، أسئلة تفاعلية، كتيبات رقمية تحتوي على خلاصة المادة ومزيد من أساليب تطبيقها، بالإضافة إلى مجموعة من المقالات الإثرائية التي تعزز فهم المادة العلمية.
دار المساق حول ثمان محاور:
1) تعريف التعلم الاجتماعي العاطفي وبيان أهمية المشاعر.
2) تشخيص العاطفة.
3) إدارة مشاعرنا الشخصية.
4) إدارة المشاعر بتغيير أسلوب التفكير.
5) أن تكون مدركاً للمشاعر واختلافاتها وفقاً لاختلاف الثقافة.
6) تشخيص عواطف الآخرين.
7) مساعدة الآخرين على إدارة مشاعرهم.
8) الالتزام بإحداث تغيير دائم.
إن هذا المساق تطبيقي بالدرجة الأولى، حيث إن معظم الاختبارات هي للمراجعة الذاتية والوقوف على أعتاب النفس وتشخيص مواطن الضعف وطرق تحسين ذلك.
هذا المساق رافقني في وقت عصيب فعلاً وكأن الله اختار لي أن أبدأ فيه، من خلال الأسابيع الأولى أدركت أني لستُ على ما يرام، علي أن أتخذ قراراً فيما يخص عملي، وفي الأسابيع الوسطى والأخيرة كان معيناً لي في مرحلة التفكير بالاستقالة، ثم إجرائها، وما صاحب ذلك من الشعور بالحنين ومراجعة لمرحلة مهمة من حياتي، كما أنه يسر الترحيب في القادم من التجارب والإندماج في عملي الجديد.
على إن المساق موجه للمعلمين بالدرجة الأولى إلا إنه يخدم فئة كبيرة من العاملين في مجال الرعاية والصحة النفسية أو القائمين على عملية التربية أو الذين على تماس مباشر مع عدد كبير من الناس باستمرار.
إن التفاعل الإنساني يحتاج إلى وعي بالمشاعر وخصوصاً في مجتمعنا المعاصر الذي يصح أن نطلق عليه "مجتمع المشاعر"، مجتمع تحركه عواطفه بالدرجة الأولى.
المساق بلغة سلسة عطوفة ولكنها لغة علمية منطقية عقلانية لا هي هشة ولا مائعة، وهذا ما جعلني أقف عند تراكيب بعض الجمل، وأتأمل بعض الأفكار… فكيف يمكن لأفكار وحقائق علمية أن تمنحني كل هذا الاطمئنان؟
كورسيرا تمتلك أحد أفضل تطبيقات الهواتف المحمولة العائدة إلى منصة تعليمية، فالمنصة تتيح إمكانية تحميل المحتوى كاملاً ما عدا الصور – وهذا ما كنت لا أدركه قبل هذا المساق – ، كما إن المحتوى مجزأ إلى أجزاء صغيرة وهذا يسر علي عملية التعلم، وجعل معظم أوقاتي مشغولة بمشاهدة وقراءة المادة والعودة لها بين الحين والآخر للتأكيد على بعض الجوانب.
كانت عملية التعلم رشيقة وخفيفة، وكل دقيقة فراغ كانت فرصة أخاذة لتتنزه بين أروقة المعرفة.
الأمر الوحيد الذي يمكن عده سلبياً في هذا المساق هو أنه لا يقدم صورة كاملة، الأشخاص الذين لا يمتلكون مقدمات عن الصحة النفسية أو التعليم قد يجدون صعوبة في رؤية الصورة كاملة، عدا ذلك لا يوجد ما أشكو منه.
سمانا السامرائي
10:42 م
6/9/2022 الثلاثاء
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات