أن عدم تجريم استئصال أرحام الفتيات ذوات الإعاقة يعطي مسوغا لكل من تسول له نفسه الاعتداء جنسيا عليهن باعتبارهن مستضعفات

ما بين الخوف من الاغتصاب، وما بين رغبة الأهالي في المحافظة على بناتهن، وقعت الفتيات من ذوات الإعاقة الذهنية بين يديّ الرحمة البشرية، رغم أن من حق الإنسان أن يمتلك كامل حقوقه وأن يتمتع بها رغم ما حرم منه...وحرمانه لم يكن بيده لكن تلك قسمته ونصيبه.

تعتبر جرائم الشرف من أبرز المبررات التي يتمسك بها ذوي المعاقات ذهنيًا؛ خوفًا من الاعتداء عليهن وحصول الحمل، وحتى لا يصل الأمر إلى قضايا الشرف؛ ورغم أنه لا توجد تقارير رسمية واضحة بشأن عدد الضحايا من الفتيات بجرائم الشرف إلا أنّ تقريرًا ينسب للهيومن رايتس: بأنّ منظمة هيومان رايتس ووتش، تقول إن ما بين 15 إلى 20 حالة قتل بدافع الشرف تقع سنوياً.

أما عن رأي القانون في جرائم الشرف...فقد ذكر التقرير أن مجلس الأمة صوت هذا الشهر لصالح إلغاء قانون يتيح للمغتصبين التهرب من العقوبة بالزواج من ضحيته (المادة 308)

وقد أجمعت المذاهب الإسلامية بجواز زواج المعاقين والمعاقين ذهنيًا، وسدّ احتياجاتهم العضوية والنفسية حق مكفول لهم كغيرهم...وهذا من أصل رعاية المعاق ومساعدته على ممارسة حياته. فإن عقد النكاح في الإسلام يهدف إلى ما هو أكبر من مجرد الاستمتاع، الذي هو من مقاصد النكاح المهمة، بل يراد معه أيضاً تحقيق الرعاية والتكافل، التراحم بين الزوجين: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة" الروم21.

مفهوم الحاجة :-

هي حالة من الحرمان أو النقص الجسمي أو الاجتماعي تلح على الكائن العضوي فتنزع به إلى إشباعها أو اختزالها مثال؛ عند عدم تناول الطعام منذ فترة نشعر بالجوع؛ أيّ أننا نشعر بأننا في حاجه إلى الطعام ...حسب هرم ماسلو للحاجات.

أما مفهوم حاجات ذوي الاحتياجات الخاصة :-

هي الرغبات التي يعبر عنها ذوو الاحتياجات الخاصة وأسرهم والمرتبطة بالخدمات الملائمة لذوي الإعاقة وأسرهم والتي تساعدهم على التغلب على ما يواجههم من أزمات.

ومن حقوق ذوي الإعاقة الذهنية شعورهم بالتقبل كشخص له قيمة، والشعور بالحبّ والتقبل والتحرر من الخوف للآخرين.

وهذا بدوره يعني أن لذوي الإعاقة الذهنية حاجات ومنها الغريزة الجنسية، وقد تكون أقوى بكثير من الأصحاء ويمكن استثارتهم بشكل أسهل.


هل هناك توجه لإعداد منهج للتربية الجنسية للمعاقين ذهنيا؟

إن من أبرز المبررات للتربية الجنسية للأشخاص المعاقين ذهنيا هي أن:

1

*الأشخاص المعاقين ذهنيا يمرون بنفس مرحلة النمو الجسمي والجنسي التي يمر بها غير المعاقين ويصلون إلى مرحلة البلوغ، وتتكون عندهم نفس الاحتياجات.

2

* يمكن القول أن ضعف الإدراك لدى المعاقين ذهنيا للمعايير الاجتماعية والقيم التي تحكم سلوكهم، فبذلك قد لا يميزون بين السلوك المقبول وغير المقبول.

3

*إن سهولة انقياد المعاقين ذهنيا للآخرين وبالتالي إمكانية استغلالهم جنسيا من قبل ضعاف النفوس.

وتهدف التربية الجنسية إلى:

1

*توفير المعلومات الصحيحة عن النشاط الجنسي، الأمراض المتصلة به، الحلال والحرام في الممارسة، وتهذيب الرغبات الجنسية.

2

إكسابهم المصطلحات العلمية الصحيحة للسلوك الجنسي والأعضاء المتصلة به.*

3

*تعريفهم بالتعاليم الدينية والسلوك الاجتماعي المقبول والأخلاق السائدة والخاصة بالجنس.

4

*الوصول بهم إلى مرحلة الشعور بالمسؤولية الفردية والاجتماعية و تنمية الوعي والثقافة الجنسية المناسبة، و إدراك الخطورة الفردية والاجتماعية من الانحراف الجنسي.

5

6

إكسابهم الاتجاهات السليمة نحو الجنس بادراك ماهية التكاثر والسبب والوسيلة، تكوين الحياة الأسرية مع الربط بينهما.

7

هل تمكن المشرع من تفعيل القوانين التي تتعلق بذوي الإعاقة ؟

وبهذا الخصوص هل يمكن اعتبار القانون الذي يخص حقوق المعاقين فعال بحيث يمكن تجريم الشخص المعتدي، وإن كان ولي أمر المعاقة ذهنيا حين إقدامه على هذا العمل من استئصال الرحم؟

وتنص المادة 3من قانون حقوق الأشخاص المعوقين والتي تؤكد على:

*احترام حقوق الأشخاص المعوقين وكرامتهم وحرية اختيارهم واحترام حياتهم الخاصة.


إلا أن هذه القوانين لا تقف حائلًا دون إقدام ذويهن على عمليات استئصال للرحم، ويعتبر ولذلك فإن رقم 260 عملية استئصال للرحم يعتبر رقمًا مرتفعًا ما بين 2007-2010...وسنويًا يقدر ب64 حالة، والغريب أن هذه العمليات تجرى في المستشفيات الحكومية والمستشفيات الخاصة وهذا أمر غير مقبول...


إن تزايد عدد الفتيات اللواتي تم استئصال الرحم لهن كان بمشاركة مستشفيات حكومية بنسبة كبيرة فيها.

وحيث أنّ ليس لإنسان حق في تجريد إنسان آخر مما يملكه حسب الشريعة والقانون، ومواثيق الحقوق الدولية فإنه ليس لذويهن الحق بالقيام بذلك...ولا يمكن الاستسلام لذلك باعتبار أنّ هناك أمورًا يجب الالتزام بها وتتضمن

*إن كان لا بد من الحد من ظاهرة استغلال الفتيات جنسيا، فهل هناك طرق أخرى دون اللجوء لاستئصال الرحم؟

إن عدم تجريم استئصال أرحام الفتيات ذوات الإعاقة يعطي مسوغا لكل من تسول له نفسه الاعتداء جنسيا عليهن باعتبارهن مستضعفات وغير قادرات على الدفاع عن حقوقهن، وهو لا يبرر حرمانهن من حقهن الإنساني...

ويبقى السؤال إلى متى؟؟!



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات رولا حسينات.

تدوينات ذات صلة