في شرفة البيت : من هنا أنظر للسماء و أتمنى حبلا متينا من الأمل و حضن غيمة قبل النوم . [ ليالي الصيف الطويلة - جوان 2022 ]


لطالما آمنت جدا بالعبارة التي تقول " أحب البيت فكرة البيت نفسها ، الجدران الأربعة و الباب ؛ مهما كان الخارج شيقا و مميزاً .. " .


أتذكر الحيرة التي تنتابني حين يبادر أحدهم بطلبي خارج البيت يوما غير مخطط له ، بغض النظر عن المزايا المعروضة في العالم الخارجي .

أقول لهم نفس الأشياء مهما كانت المناسبات و حتى في سياقات متشابهة.

يأسرني السكون في الحجرة و جدرانها الزرقاء تذكرني بالسماء ، صور على الجدران تعيدني لكل لحظات الحب و قصص كل إنجازاتي الصغيرة ناهيك عن ذكريات قصص ما قبل النوم ..

مطبخ تفوح منه البهارات و أريكة مزدحمة تقابلها أحوال الشاي من الليلة الفارطة .

- أفترض وجود شيء خاطئ ، لعلك لا تفهمني الآن ..

حسنا .. إن المواقف اليومية تتخزن بالأصوات و الالوان و لكن النوع الذي نقدسه بشدة يختبئ بين جدران المكان ، المكان المفضل و هو البيت .

يحتضن كل المشاعر و تؤمن جدرانه كل الدفئ وسط فلسفة الحياة التي لا أفقه فيها شيئا ..

هنا نقطة الأمان التي تمنحني الحياة، نقطة الرجوع إلى الاطمئنان بالنسبة لروح هائمة للغاية تحاول الخروج لاقتناص الفرص و التطور و ترجع لمعقلها في آخر كل يوم .

الوقت الذي أقضيه بين الأربع جدران .. وقت ثمين ، كخيال يتمدد على الحائط مع غروب الشمس ، وقت ثقيل يصبح أغلى ما أملك يوما بعد يوم .


إن عشت حياة سعيدة ، سأتذكر بشدة اني قضيت بضعا ً منها في بيتي بعيدا عن ضوضاء البشر .. و أنها كانت من أسعد اللحظات ، أشعر أن العالم هو بيتي و كأنني أنتمي إليه حقا ، أنثني للداخل بسلاسة كمن عاد بعد سفر ضنك .

ربما ستخرج الطفلة الصغيرة من داخلي يوما ما لتقول : " مرحبا أيها الناس " .


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ذاكرة أحداث | الرميساء.ق

تدوينات ذات صلة