هرج ومرج، أصوات مرتفعة، وضحكات صغيرة عالية ،ومع كل هذة الضّوضاء تجد ثلاث صفوف من النساء المحاربات اللاتي يحاولن الصلاة مع كل هذة الفوضي.




ذهبت لأصلى التراويح في مسجد من المساجد ، وب مُصلي النساء فوجأت بأطفال بمختلف الاعمار يلعبون ويقفزون.. و الأمهات في الصفوف يصلون تاركين الصغار بالخلف وحدهم .. وبعضهن تحاول إسكات رضيعها الذي يبكي دون فائدة.


أتعلمون شعوري حينها... أحسست.. بالشفقة. أجل الشفقة علي هؤلاء النساء ..فلا أحد يشعر ويهتم برعاية النساء ومصلاهن كما يهتمون بمصلي الرجال! هؤلاء النساء يتعرضن للضغط والظلم من قبل العديد من الأماكن والافراد بل وحتي من نساء أخري مثلهن!!



من منكنّ حينما كان طفلها صغيراً منعت من الذهاب للمسجد حتي في شهر رمضان ولصلاة التراويح وأخبروها بقسوة، كُني في بيتك يا امرأة دون إزعاج غيرك . أو قالوا لها المرأة محرابها في بيتها وصلاتها افضل في بيتها .


ما أريد التنويه عنه أن هؤلاء يتناسون أن من حق هذة المرأة الصلاة والاختيار للذهاب والصلاة بالمسجد.

من حقها استشعار جو رمضان والجلوس وسماع خطب الامام في المسجد. من حقها ان تطلب المساعدة في اهتمام أحدهم بأطفالها حتي تستطيع الصلاة ولو لمرات معدودة.من حقها أن تكثر من العبادات والذكر مثلها مثل زوجها وأبنائها؛ بعيداً عن ثوابها بطبخ الطعام لهم للإفطار. من حقها المطالبة بتقليل العزومات التي تأخذ منها مبلغاً من الجهد والطاقة وتجعلها لا تستطيع القيام بصلاة العشاء حاضراً بعد رحيل الضيوف فما بالكم بطاقتها لصلاة القيام!



يُجيبني أحدكم ألا تعلمين أنها بصلاتها في بيتها أخذت الاجر، فماذا ترغبن اكثر من هذا؟ وما مشكلتك بالعزومات الرمضانية؟

اُخبرك لا مشكلة لي معها بذاتها سوي انها احياناً تتحول من ثواب إفطار صائم و صلة الرحم إلي جلسات تكثر فيها الغيبة والنميمة، والكثير من الاسراف والتبذير في الطعام!

وامتلئ البطون التي لا تستطيع بعدها الحركة سوي للذهاب إلى الحمام وليس لصلاة التراويح .


وايضاً تتغاضون عن نقطة مهمة هي أن هناك نساء تستشعرن جو رمضان وسط المسجد وبين المصلين فقد اعتادت على الصلاة فيه قبل زواجها. وأخري تحاول جهدها الصلاة رغم تعبها و تتقوي برؤية رفيقاتها تصلي فتصلي معهن و وجودها بالمسجد يعينها على القيام بتلك الركعات بعد يوم طويل من الاعباء والمسئوليات.


أنا لا اقول ان هذا رأي كل النساء، كلا؛ بل أقول أن هذا رغبة بعض النساء وهذا من حقهن.. وينبغي علينا كأفراد ومؤسسات التفكير في حلول لمساعدة هؤلاء في الحصول علي بعض تلك الحقوق.



🌙اين العمل بحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم:" لا تمنعوا إماء الله من المساجد ".


ولم يستطع سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو الغيور وغيره من الصحابة منع زوجاتهم وبناتهم من المساجد طاعة لله ورسوله. فأين نحن من تطبيق الأوامر؟! واين وصلنا ؟!


تخبروني والحل ايتها المحامية عن حقوق بنات جنسها ، اجيبكم بكل بساطة. ..

هناك عدة حلول وليس حلاً واحداً، بالنسبة للأفراد لطالما اعتدت حولي حين تأتي الدورة الشهرية لأمرأة منّا تعرض علي امها او قريباتها بالاهتمام بأطفالها لتدعها تذهب وتصلي بالمسجد وتأخذ هي أجرَ نيتها برعاية الصغار واجر من ذهبت للصلاة ومساعدة مسلمة في حاجة لمعونة.. وغيرها من النوايا، عدّد ولاحرج ولك الاجر ان شاءالله.


و انت ايها الزوج تستطيع مساعدة زوجتك حين تعلم طفلك الآداب وتخبره بأهمية الصلوات وثوابها.. تساعدها حين تأخذ طفلك معك لمصلي الرجال منه انك تقلل عبء المسئولية عنها، وايضا في استشعار طفلك انه اصبح رجلًا يصلي مع الرجال.


أطفالك صغار رُضع، اذهب وصلي ما تشاء من ركعات وقبل آخر اربع ركعات أذهب واتي بها لتصلي واحمل انت طفلك الرضيع قليلا ريثما تصلي زوجتك. وفكّر في تلك اللفتة اللطيفة الكريمة من جانبك واثرها علي زيادة اواصر المودة والمحبة بينك وبين امرأتك.


اما عن المؤسسات والمساجد في توفير عمالة كما توفر عاملات نظافة للمسجد، ايضاً عاملات منظمات او اخصائيات او تربويات للاطفال يشغلوا السن الصغيرة بالتلوين واللعب في غرفة خاصة بعيدا عن مصلي النساء. والسن الكبيرة تصلي مع امها بالمصلي النسائي.


انا لا اتخيل امور وردية خيالية قد يتهمني بها البعض ففي البرازيل كانت الجامعة توفر لنا تلاميذ علم نفس من الجنسين يجلسون مع أطفالنا الصغار ومُقسمين الأطفال حلقات حسب اعمارهم، يعلموهم اللغة و يلعبون معهم ويرسمون ويقيمون حفلات.. ألا نستطيع نحن في بلادنا الإسلامية توفيرها؟! والنتيجة صلاة خاشعة للأم و ووقت مميز ومسلي لأطفالها.

بالطبع نستطيع أن رغبنا بذلك.

رمضان كريم يا أحبة، كل عام وانتم بخير.

Reem Elwan

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Reem Elwan

تدوينات ذات صلة