لو خيرت بين طريقين فسأختار الأصعب !!!!!

اختر الطريق الذي يصنع ذاتك و حدد الشخص الذي تريد ان تكون عليه .

من منا لا يرغب بأن تكون حياته سهلة و بسيطة ، حياة عبارة عن روتين يومي نقوم به و في نهاية اليوم نخلد الى النوم دون مشاكل او ازعاج او اي شئ سئ يشغل بالنا ، من منا لا يرغب بأن تحقق أحلامه بسهولة دون مشقات و عقبات ؟ من منا لا يرغب بأن يرى اهدافه تتحقق بكل اريحية و بساطة؟ من منا لا يريد أن تكون كل السبل متاحة له يختار من ايها شاء ؟

..... لا شك و ان الجميع يرغب في حياة كتلك ، حياة كالنعيم أليس كذلك ؟!! .... بالتأكيد هذا النوع من الحيوات رائع و مناسب جدا و يناسب الجميع و لا خلاف على ذلك

و لكن هل فكرت قليلا قبل أن تغمض عينيك و تحلم بتلك الحياة التي حدثتك عنها في الأسطر القليلة السابقة ؟؟ هل فكرت ماذا يصنع هذا النوع من الحيوات؟ ؟ لو فكرت قليلا فقط فستدرك الفخ الكبير الذي وقعت فيه للتو .

هل هو فخ حقا ؟

هذا النوع هو فخ ؟

نعم انه فخ و فخ كبير أيضا ، لان الانسان الذي يعيش حياته و قد توفرت لديه كل مقوماتها من ادنى مستوياتها الى أعلاها لابد و انه شخص،هش و فارغ جدا من الداخل مهما كان مظهره .

لك ان تتخيل شخص لم يخض تجربة واحدة في حياته و لم يواجه عقبة واحدة و لم يعرف كيف يجاهد نفسه او ان يضحي بامر ما مقابل امر اخر اكثر اهمية ،

لك ان تتخي شخص ولد ليجد كل شئ مسخر و موجود بلا ادنى تعب او جهد يذكر .

نعم فالصعوبطات و العقبات التي نواجهها و كل تلك الحروب التي نخوضها هي التي نبني بها حياتنا و هي التي تصنع شخصياتنا و هي التي نرسم بها طريقنا و نخطه...

.كل درس في الحياة يعلمنا طرائق جديدة و اساليب مختلفة للتعامل و التعايش ، قد نعتقد اننا نعيش حياتنا متنقلين بين اعمارنا عام وراء عام بينما نحن في الواقع نتنقل فيها من مستوى الى اخر و في كل مرة تزداد صعوبة المستويات و هناك من يتحدى و يستمر و هناك من يسقط عند اول صعوبة او عقبة تواجهه ...

تجارب الحياة هي أمر مهم ، لانها تقضي على عدو الإنسان الاول الا وهو الفراغ ،

نعم كلما زاد وقت الفراغ لدى الإنسان و لم يجد ما يشغل به وقته كان الخطر اكبر و أعظم ، فالفراغ قد يقضي على الإنسان و ربما يقتله ،

نعم و لهذا السبب بالتحديد و جدت التجارب و الصعوبات و التحديات لان كل تلك الأمور هي التي تصقلنا و تصقل شخصياتنا ، لأننا عندما نصقل لا يكون هناك مجال للفراغ بأن يستحوذ على أي جزء منا . .....

لقد خلقنا و قد قدر لكل فرد منا حياته و كيف ستكون و ماذا سيواجه ، لقد خلقنا و نحن نعلم بأنه ان أردنا الوصول إلى هدف ما او ان نسمو بانفسنا و ننأى بها عن السخافات و ما يشاببها فلا بد و ان نخوض حرب التجارب و المواقف ، فتلك الأمور هي التي ستوصلنا الى ما نطمح إليه.

و قد قيل سابقا *( لو عرضت الاقدار على الانسان لاختار القدر الذي كتبه الله له ) ، نعم انت لو خيرت كنت ستختار ما قدر لك ان تمر به ، كنت ستختار ان تخوض كل تلك الحروب لانك كنت لتدرك اهميتها و ان كل شئ في هذا الكون لا يحدث الا و ان هناك سبب وراء حدوثه حتى لو كان ظاهره ضارا .

و صدقوني لا تغركم المظاهر ، نعم المظاهر خداعة بشكل لا يصدق ، فكم من أناس ظهروا لنا بثوب من الثراء و الغنى و الثقافة و العلم ، من يراهم من بعيد يعتقد انهم قد بلغوا من العلم و الرقي من لم يصل إليه احد من قبل و لكن تكتشف في النهاية انها ليست سوى ادعاءات لا حقيقة لها و عند اول موقف تكشف الحقيقة المؤسفة ، نعم تلك الحقيقة التي لطالما اختبات تحت اقنعة من الخداع ،

نكتشف انهم أشبه بالبالون قد يبدو شكله جميل من الخارج و لكنه في الواقع ملئ بالفراغ و الهواء من الداخل .

.

.

.

لذلك كن سعيدا عندما تواجهك الصعوبات و في ذات الوقت كن مستعدا للمواجهة.

اعلم ان الحياة عندما تختارك فانها ستصقلك و عندما تصقل فإنك تصبح شخصا مختلفا عن الباقين ، شخصا متميزا بذاته و بهويته و بفكره ، شخصا يمتلك اسلوبه الخاص في كل شئ ،

و خلاصة القول هي : ان الحياة هي مختبر كبير ، لذلك احرص على أن لا ان تكون فأر التجارب فيها و إنما كن ذلك العالم المميز الذي يضع الفرضيات و يجربها فإن فشلت بحث عن فرضية غيرها و أجرى تجارب جديدة و ان نجحت فإنه يحصد في النهاية شخص مختلف و مميز يرتقي بذاته و فكره .

لذلك كن ممتنا لكل طريق صعب تواجهه و ان خيرت بين طريقين فاختر الأصعب لأنك في تلك اللحظة تختار الشخص الذي تريد ان تكون عليه .

بقلمي : روان السكري

...

...

...

*العبارة المذكورة في المقال السابق عندما بحثت ان كانت حديثا عن النبي صلى الله عليه وجدت انها لم تكن كذلك و انما قيلت قديما و قالت البعض انها مقولة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه .