تلك الغرف لن تضيء أبداً ، فالظلام فيها أصيل ، والاحتراق من أجلها عبث ،


سيدي القاضي .. سأعترف..

و سأقرّ بالحقيقة .. الحقيقة التي طالما تجاهلت قولها مراتٍ و مرات ، تجنبت صوتها ذو الإيقاع الخافت المتواصل، وتظاهرت بأنها مجرد هلاوس، فالحياة تسرق منا ذلك الوقت الذي نفلتر فيه مشاعرنا لنعرف ما ينبغي مواجهته في التو واللحظة وما يمكن تأجيله.

سأعترف بندمي .. انا نادم ..سيدي القاضي ..نعم انا نادم على كل تلك الأيام التي استغرقت فيها بإسراف في إرضاء الاخرين ، في مقايضة سعادتي لقاء سعادتهم ، سمحت للحظات من عمري أن لا تمر كما يجب بصخب واهتمام .


سيدي القاضي .. اولئك الذين منحتهم الوقت.. والمشاعر سرقوا اياماً وشهوراً وحياة ، حرموني فيها من ذكريات كنت سأعيش عليها .. وكان سينعشني تذكرها.تنكروا لكل تضحياتي .. واقفلوا ابوابهم عندما اردت كتفاً أبكي عليه.اريدك ان تحكم علي بانني مذنب مخطئ في حق نفسي ، فالتضحية لا تعني ان تهلك نفسك وتنكرها من أجل الآخرين .. علينا ان نفكر قبل ان نهب شخصاً ما تضحية كتلك تنازلات كهذه..والا نعول على نبل أخلاقهم في تقدير كل ذلك الخير الذي اغدقنابه عليهم .. لقد احتجت وقتاً طويلاً لأدرك بأنني لست شمعة تريد الاحتراق لتنير درب الآخرين.. وذلك احتاج مني كل الفتيل لأدرك ان ما تبقى لن يخصص لإنارة حياتهم بعد الأن ..هم لم يشحذوا قناديلهم لأجلي ، أما انا فلست تلك الشمعة بعد الآن .. ولن احترق .


سيدي القاضي اصدر حكمك الآن بكل تأكيد بأنني مذنب .. وعلي أن اقضي عمري كله احاول اصلاح ما ارتكبته في حق نفسي.. احكم علي بان اعيش ما تبقى لي من عمر

أحاول ان أسعد الشخص الوحيد الذي ظلمته ..وهو نفسي..

احكم ..

فأنا مذنب بكامل ارادتي.



Rasha Nairat

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Rasha Nairat

تدوينات ذات صلة