لِكلِّ عامٍ يَمُر ويصْنع اَلكثِير إِليْنَا ويمْنحنَا أَنفُس جَدِيدَة قَابِلة لِلتَّغَيُّر لِلْأفْضل بِشَكل مُسْتَمِر .

العاشرة مِن مَايُو عام أَلفَي وَثَلاثَة وَعشرِين أَبدَأ الكتابة مُتَأخرَة اليوْم عن الوقْتِ اَلذِي مِن المفْترض أن يَكتُب بِه هذَا اَلنَّص وَلكِن كان يَجِب أن يَتَأخَّر أَكثَر حَتَّى أُضيف إِلَيه أهمَّ اللَّمسات فِي العواصف الأخيرة . بَدأَتُ سِنَّ الثَّالثة والْعشْرين فِي الثَّالث والْعشْرين مِن أَبرِيل لِعَام أَلفَي وَثَلاثَة وَعشرِين ولَا أُخْفيكم سِرًّا فَإننِي أَرَاه رقْمًا يَعكِس بِوضوح اِقتِراب مَوعِد اِنتِهاء الرُّبْع اَلأُول مِن اَلعُمر وَكمَا نَعرِف جميعًا أنَّ الرُّبْع الأوَّل هُو فِي طَبِيعَة اَلْحال أساسَات الحيَاة المسْتقْبليَّة وَرُبمَا نُبَلغه ونحْن مَا زِلْنَا نُحَاوِل نضْع أَسَاس وَاحِد ولكن الأهم من ذلك هو اساسات انفُسنا وكيف حفظناها بشكلٍ سويّ . على أَيَّة حالٍ كُنْت سأخْبركم عن أَهَميَّة أن يَقِف الإنْسان على قَارِعة طريق كُلِّ سنة جَدِيدَة تَكتُب لَه وينْظر الإنْسان لِنفْسه جيِّدًا فيقارن مَا كان عليْه بِالْأَمْس ومَا هُو اليوْم مَا الأشْياء اَلتِي قد تَغيرَت فِيه ومَا الأشْياء اَلتِي قد وقع بِهَا ، عليْه أن يتَمعَّن هفواته وإخْفاقاته ، يتمعَّن الموازين اَلتِي قَلبَت فِي عيْنيْه ثُمَّ يَأتِي لِيتأَمَّل نَفسَه وهويَّته يضع خط تَحْت التَّغَيُّر الإيجابيِّ لِيكون أَكثَر حُبًّا لَهَ وَيضَع أَلْف خطٍّ تَحْت التَّغْييرات السَّلْبيَّة لِيعيد تأْهيلهَا أن وَجدَت وَيكُن مُعاتِبًا لَهَا .

أَمَّا اليوْم فَقَارنَت كُلَّ هذَا وَذَاك فوجدتْ أنَّ عاميْنِ يسْتطيعون أن يصْنعوا ويغيِّروا اَلكثِير ! عامان أو أقلَّ يسْتطيعون أن يأدَّبوا إِنسَان عُمْرًا بِأكْمَله أن يغْزلوا صِفاته الكامنة الحسَنة السَّاكنة لِتنْمو على هَيئَة طِرَاز نَادِر الحبْكة رأيْتُ أنَّ بِوسْعِنَا رُؤيَة أَشيَاء والْمرور بِالْعديد مِن الصَّفعات فِي أَوَّل اَلعُمر أن نَحتَرِق ونكْتَرث و أن تَزْداد صُعوبَات الحيَاة أَكثَر ثُمَّ أن نرى كُلُّ هذَا مِن مُتطلَّبات اَلغَدِ من قال إِنَّه عُمْر الزُّهور وشرْطًا أن تَزدَهِر الأشْياء مِن حوْلنَا وَتَقدَّم لَنَا على طبق مِن ذهب أَنَّه عُمْر التَّعَلُّم، التَّرْبية الذَّاتيَّة، التَّهْذيب والتَّأْديب أَنَّه عُمْر التَّجْربة والْقدْرة على التَّقَبُّل وَعُمر اِسْتئْصال المعيقات مِن على حَوَاف طَريقِنا لِنعبِّر . . . إِلى أَيْن ؟ إِلى حَيْث نُريد أن نَسترِيح لََا أَكثَر .

عليْنَا إِعادة صِياغة أَنفسِنا لِأنْفسنَا بَيْن الحين والْآخر وإعادة تَرتِيب الأشْياء فِي أَعينِنا مِن جديد عليْنَا فِي عُمْر الزُّهور ولأقول لَكُم المعْنى الأصْدق لِتلْك اَلجُملة أَننَا مِن وَاجبِنا تُجَاه أعْمارنَا ألَّا تَذبُل فنتوَهج ونزْدَهر نَحْن كمَا نَحْن وَكمَا هِي الحيَاة بِمعْطياتهَا الشَّاقَّة

أن نَستمْتِع بِلحْظة التَّعب والمشقة وَكَأنهَا إِحْدى الجوائز المضافة لِسعادتنَا المؤجَّلة .

عليْنَا أن نَقِف وَقفَة عِزٍّ وَشمُوخ لِكلِّ عامٍ يَمُر ويصْنع اَلكثِير إِليْنَا ويمْنحنَا أَنفُس جَدِيدَة قَابِلة لِلتَّغَيُّر لِلْأفْضل بِشَكل مُسْتَمِر .

رَهَفْ

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

" ن قال إِنَّه عُمْر الزُّهور وشرْطًا أن تَزدَهِر الأشْياء مِن حوْلنَا وَتَقدَّم لَنَا على طبق مِن ذهب أَنَّه عُمْر التَّعَلُّم، التَّرْبية الذَّاتيَّة، التَّهْذيب والتَّأْديب أَنَّه عُمْر التَّجْربة والْقدْرة على التَّقَبُّل وَعُمر اِسْتئْصال المعيقات مِن على حَوَاف طَريقِنا لِنعبِّر . . . إِلى أَيْن ؟ إِلى حَيْث نُريد أن نَسترِيح لََا أَكثَر "

تدوينات من تصنيف وعي

تدوينات ذات صلة