وفي حقيقة الامر هو ان دوافع الانسان هي محض المه ؛ فإن فهم كل منها كان قادرًا على التعامل معها وتسييرها بما يحقق له بلوغ اهدافه النفسية.
كنتُ اؤمن دومًا ان الحُزن ينير البصيرة ،يؤدب النفس ، يجعلها تتلف وتتجدد، يصقل الداخل ،يميته ويحييه عشرات المرات،حتى يبني انسان اخر اكثر جمالا.
لكنني اليوم رأيت عين الدليل على ذلك ،فالحزن قد ينير البصيرة الى درجة ان تكون على عقيدة وتصبح على عقيدة اخرى ،ينير الدرب حتى تبصر الحكمة فيما بعده ، يذيب الروح حتى يشكلها بهيئة جديدة ،يدفع الانسان ليجدد خلاياه الداخلية الى ما يعود لنفعه في الختام.
_ايكون الحزن به هذا الخير كله يا لبلاهتكِ يا هذه ؟
_بلى ، ان احسنّا استقباله واحتويناه بكلتا ذراعينا دون ان نكون ضحيته ،ان بدأنا نستقبله ، وكأنه زائر حكيم يأتي ليعلمنا درسًا جديدًا في كل فترة من فترات حياتنا .
اتعلم ؟ مشكلة الانسان الابدية هو انه يريد السعادة دون دفع الضريبة ، يريد الراحة دون وجود مبرر لحضورها ،
وفي حقيقة الامر هو ان دوافع الانسان هي محض المه ؛ فإن فهم كل منها كان قادرًا على التعامل معها وتسييرها بما يحقق له بلوغ اهدافه النفسية.
على اعتاب تلك الرواية ابصرنا جوانب اخرى للحياة خارجة عن اطار تفكيرنا المغلق ، وعشنا شعورها المؤلم تجاه الانتظار ، ويكاد يكون اسوء ما يحصيه الانسان في رواية حياته ،وليس لدافع العجلة الذي جبل عليه الإنسان ،بل لما يعيشه في اثناء رحلة الانتظار تلك .
على اعتاب روايتنا هذه هناك من أعاد نظرتنا للاسلام من جديد، اي قام بإعادة نظرنا للنعمة التي امتلكناها منذ خليقتنا ، وغفلنا عن شكره عليها في احيان كثيرة ؛ بل اكاد اجزم ان بعضنا غفل عن امتلاكه تلك النعمة وهي بين يديه يعيشها كل يوم .
بينما يعيش غيرنا صراعات الشك والبحث ، المقاومة ، المجازفة وتآكل دماغه في التفكير ثم دفع ثمن امتلاكها فقد عائلته قبيلته وتشرده لمجرد انه وجد نفسه فقط ،
انها نعمة الاسلام نحن ننعم بإسلامنا من بطون امهاتنا ،ومن هنا يجب ان نسأل انفسنا هل نحسن التصرف تجاه هذه النعمة.
حقًا لا تكفي السطور في تلخيص ما حملته الرواية في ثناياها من دروس و عِبر ،من مشاعر وافكار لكنها رحلة متعبة ومرهقة في ختامها متعة حقيقية يعيشها القارئ.
رَهَفْ
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات