البعض يفارقنا في أوقات غير متوقعة لذلك يتطلب نسيانهم سنينا طويلة..
بعد كل هذه السنوات، أستطيع أن أعترف أخيرا بأني لم أحبك قط.. بل أحببت تلك الذكريات التي جمعتنا، فأردت أن أحافظ عليها.
إعتقدت دوما أن وجودك في حياتي ليس فقط أمرا طبيعيا بل أيضا ضروريا كي أحافظ على تلك الذكريات و لا أنساها. كان يجب أن تكون إلى جانبي كي نتحدث عن طفولتنا و نتشارك ذكرياتنا و نضحك على حماقاتنا و هبلنا. ثم كبرنا ففرقتنا الظروف و كنت أعتقد أن ذاكرتي تكفي كي تكون دوما متواجدا إلى جانبي و إن كنت بعيدا عني، وفي الأثناء كنت أعتقد أن تعلقي بك هو نوع من الحب، فإعترفت لنفسي بمشاعري و دفنتها في كراسي كي لا يعلم أحد. و مرت السنوات و نحن مغتربين و دفتري مازال يحمل إسمك سرا، فسقيت هذا الحب الهجين بقلمي إلى أن كبر و توغل داخلي، و بدأت دموعي تصنع ذكريات أخرى، ذكريات عنك لست موجودا فيها، بل كلها عن محاولاتي في التقرب منك و التحدث إليك و حتى نسيانك. لكن شيئا فشيئا هذه الذكريات العقيمة جعلتني أنسى طفولتنا و صداقتنا، و جعلتني أرتمي في أحضان حب نرجسي كاذب.
كنت ساذحة لأني إعتقدت أن العلاقات التي تنشئها الروابط الدموية لا تنقطع أبدا، لكن القدر أقوى من ذلك بكثير و في قدري أنت لست موجود.
الآن أعلم أني لم أحبك أبدا، فقط لم أرد أن يتغير أي شيء في حياتي و من بينهم علاقتنا..
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات