...And sometimes loneliness doesn't feel like a sad word

يحل الليل فيتحول كل ما فيّ من مشاعر إلى ضجيج، أهجع وجهي المبتسم و أغادر طوال الليل في رحلة البحث عن نفسي. أقابل وجوها لا أعرفها لكنها كلها كانت أنا، وجه غاضب، وجه خائف و ٱخر حزين. ثم أقابل عيونا تخاف أن تواجهني في وضح النهار، عيون تبكي و أخرى وحيدة. هذا الليل المسهب يحولني إلى غريبة عن نفسي، و مع بزوغ الفجر تنتهي رحلتي و أعود مرهقة، محاولة ان أنسى كل ما رأيته طوال الليل. ليل أحارب فيه نفسي كي أخفيها. ثم يشتد بي كبت مفزع لأيام كثيرة، أتكلم عاليا و لا شيء مما أنطقه أعنيه حقا، إلى ان يحل غد لا احد فيه يعرفني و لا حتى نفسي. يبدؤ ضجيج الليل في التسرب، و بعد محاولات طويلة في أن أقمع نفسي، يشرع ذلك الضجيج في إفزاع كل من حولي و أولهم أنا. حينها يغتابني الجميع و كأنهم كانوا يعرفونني قبل هذا اليوم. لكني في الحقيقة كنت غيضا من فيض، جسد بلا روح.

وصرت أبحث عن أيام كذاك الغد لأزيح عني أعباء كثيرة، لأتجرد من الأكاذيب و أسقي روحي الميتة بالحقيقة، رغم ان الحقيقة أكثر ثلما من الأوهام، ففي النهاية لا يتغير شيء حتى حين يفزعني صوتي أو حتى حين يلتفت إليّ الجميع كي يسمعني. مازلت هناك أيام يريحني فيها الليل أكثر من النهار، حين أكون وحيدة أحاول أن أختار قناعا يناسبني، بل يناسب جميع من حولي. إنها أيام يطول في الليل و يضيء، اما النهار فلا يكون إلا دجا بلى سنا. أيام كهذه تناسبني الوحدة أكثر من أي شيء.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات أميمة فرحات

تدوينات ذات صلة