كيف يشبع الإنسان ضعفه بقوة مؤذية؟ ربما بالصراخ أو الصمت.. و ربما بالقلم.
أحيانا يشبع الإنسان ضعفه بالصراخ، فيجرح كل من حوله بكلمات قاسيةـ ذلك هو سلاحه الوحيد كي يغطي نقصه، لكن الصراخ لا يرفع أحمال غضبه من قلبه، بل كل ما يفعله هو أن يدمر علاقات بنيت بعناء الصمت، و بتحمل ما بداخلنا من أذى.
في الحقيقة، الصراخ في وجه الآخرين هو صراخ في وجه نفسك، تحاول بطرق سهلة و قاسية أن تنهي الحرب التي داخلك، لكنك في النهاية تخلف دمارا محزنا.
و هناك من يهاجم الآخرين بالصمت، ذلك الصمت المفزع الذي يكون أحيانا أقسى من الصراخ. حتى نظراتك التي كانت تتكلم تصمت أمام ضجيج العالم، فتسرح بك إلى الأفق، و كأنك تنظر إلى خط رفيع بين ما تعرفه عن نفسك و ما تجهله.
و أحيانا أخرى يتسلح المرء بالوحدة، لكن الوحدة ليست خيارا سهلا كما يعتقد البعض. أحيانا تكون الوحدة مخيفة حين تعلم أنها ستتركك مع تلك الأفكار التي لا تعلم كيف تتعامل معها. تلك الوحدة لا تعني بأن تنعزل بجسدك في غرفة و تغلق على نفسك الباب، بل أنت موجود في كل مكان و مع كل شخض لكنك مع هذا وحيد، إبتسامتك كاذبة و داخلك فوضى عارمة.
و حين لا يكون لك لقاء مع ما تحب، تشعر و كأن الحياة لا تريد أن تراك سعيدا و أن كل طرق التي تسير فيها لن تحقق المعجزات.
أحيانا حين لا يجد الإنسان شخصا يحاربه، يعادي نفسه، لأنه في مواجهة شيء لا يعلم ما هو و لا كيف هو. كي تهزم عدوك يجب أن تعرفه جيد، يجب أن تعرف نقطة ضعفة و قوته، لكن الإنسان يجهل الكثير و أكثر ما يجهله هو ما يدور داخله. يحاول بأقسى الطرق أن يتعايش مع مشاعره، فيحارب نفسه. و قد يبدو أنه فقط أمام نفسه يستطيع أن يكون قويا و متملكا، لكنه في الحقيقة يكون الأضعف.
كيف أشبع ضعفي؟
غريب كيف تبدو الكتابة سهلة و سلسلة. حين تجتمع الكلمات سطرا بعد سطر أشعر و كأنها تعبر عن شيء داخلي لا أعرف ما هوـ ربما لذلك تريحني الكتابةـ حتى الأسطر التي تبدو غير مفهومة للبعض يفهمها قلبي بسهولة. نفس هذه الكلمات حين أريد أن أعترف بها أمام شخص ما لا أستطيع، لا أستطيع أن أترك الحقيقة تغادر لساني.
لقد كذبت دوماـ كلما سألتني صديقتي لما تبدو كتاباتي سلبية و محزنة، كذبت، أخبرتها بأن ما أكتبه لا يعبر عني و عن ما أشعر، لكن هذه هي أنا، لا يخيفني الظلام بقدر ما يخيفني الخروج للنور. مع هذه الكلمات، أنا حيث أنتمي، أعيش بين أفكار لا يتجرأ أحد أن يعترف بها حتى لنفسه، لكن قلمي يستطيع...
لأني هكذا أشبع ضعفي.
و لكن هل الكتابة بالنسبة لي هي قوة مؤذية؟
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات