لا أحد يعتاد الرحيل، حتى و لو كان الرحيل من أجل العودة..
بعد إنتهاء العطلة، يعود الطلبة إلى السكن الجامعي تاركين خلفهم عائلاتهم، تاركين آمال أمهاتهم بمستقبل أفضل و إنتظرات أبائهم بنجاح دائم.
الساعة 3 صباحا، يودع الأب إبنته بقبلتين و عناق طويل، و تصعد الفتاة إلى الحافلة و هي تنظر إليه و كأنها لا تريد أن تغادر حضنه الدافئ. يبحث الأب عن إبنته بالنظر إلى نوافذ الحافلة ليتأكد أنها جالسة في مكان مريح، بينها تبحث الفتاة عن أبيها فقط كي تتأكد أنه لم يرحل بعد، فتشبع إشتياق الأسابيع القادمة بالنظر مليا إلى أبيها و كأنها تحاول أن تخلد كل تفاصيله في ذاكرتها.
بعد عدة دقائق،تغادر الحافلة، لكن الأب يبقى واقفا في مكانه، يلاحق الحافلة بعينيه إلى أن تغيب عن أنظاره، حينها فقط يرحل بخطى ثقيلة وقد إشتاق سريعا إلى إبنته.
حين يصل الطالب إلى السكن الجامعي، يشعر بفراغ كبير، يتمسك بدموعه قويا كي لا تتدحرج على وجنتيه، فهو لم يعد طفلا صغيرا لا يتحمل فراق والديه، لكنه سريعا يستسلم لإشتياقه فيتركه كي يملأ غرفته.
في كل مرة يبدو الوداع صعبا، رغم أنه وداع قصير من أجل لقاء قريب. لا أحد يتعود على الرحيل،
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات