صرت أخاف أن يحولني الصمت إلى شخص غريب. أخاف أن يستدرجني إلى مكان مظلم لا مخرج له. أن يصرخ الصمت في داخلي أقسى من أن تذرف الدموع من كلماتي.

أجر نفسي كي أسير في ذاك الطريق أحاول أن ابتعد عن أخطائي. تقدحنى نيران الخوف كلما فكرت أنه قد ينكشف سري. لكني أيضا أكره هذا الصمت الذي يصرخ في داخلي. أكره أن أنظر إلى نفسي في المرآة فلا أعرفها لأن الأكاذيب تلبسني. لا أعلم من هم أصدقائي و من أستشير، لا أعلم من سيحاول فهمي و إرشادي و من سيحاول الحكم علي و تظليلي. لا أعلم إن كان لي سامع في هذا العالم أم أني وحيدة نفسي أسمعها و أحاول أن أفهمها. لطالما أحببت أن أحدث نفسي، أن أقابل ماضي، و أجادل أخطائي، لكني صرت أخاف أن أواجه نفسي. صرت أخاف أن تلصقني بشاعة أخطائي. لا أعلم إن كان نبش الماضي هو أكثر ما يرهقني لكني بالكاد أعثر على طريق الغد و بالكاد أستشعر كل ما يلامسني.

حاولت مرات عديدة أن أفهم مشاعري. حاولت أن أبحث قي أعماقي عن تلك الظلمة التي تسكنني. ترجلت في ثنايا الأمس أبحث عن ما غيرني و عدت إلى حاضري أبحث عن دليل يرشدني، لكني لم أجد و لو شيئا بسيطا أفهم من خلاله نفسي.

في الحقيقة لا يوجد سبب مقنع، مهما حاولت أن أبحث عن سبب لحزني. حتى أني لا أعلم ما الذي أبحث عنه و ماالذي أحاول أن أثبته. صرت أخاف من نفسي، ما عدت أعرف إن كان انحداري نحوى هذا الطريق هو فعلا مجرد خطأ أم أني صرت أحب تعذيب نفسي.

كيف أقنع نفسي أن التواري خلف كل أخطائي يقتلني، لأني أعلم أن هذه ليست أنا بل لا يمكن أن تكون أنا. لا يمكن أن أقبل بهذه البشاعة أن تلصقني، لا يمكنني أن أتنازل على مبادئي و من أجل ماذا؟ فقط كي أسخط نفسي بالألم، فقط لأني أريد أن أبحث عن شيئ داخلي لا وجود له. فقط لأني لا أريد أن أكون "أنا" .


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

الله يشفيك اذكري الله كثير وابعدي عن كل مايزعجك ويضيق عليك

إقرأ المزيد من تدوينات أميمة فرحات

تدوينات ذات صلة