هذا النص، كُتبِ بالقلبِ وسُكِبتْ فيه كل المشاعرِ الدافئةِ جداً ليصلَ للقلوبِ.. 🫶🏻
هذا الصباح لم يأتِ على استحياء، بل انقضّ على يومي كضوء فاضح، كاشفٍ لما حاولتُ طويلاً إخفاءه خلف ابتسامتي وأحاديثي المعلّبة.. خرجتُ لا لأواجه العالم، بل لأفرّ منه، وفي داخلي ارتطام أفكارٍ لم تكتمل، وخيبات لم تُدفن بعد، وهموم تتناسل بلا توقف..
كان قلبي مكتظًا، كأن كل حزنٍ مرّ بي اختار هذا اليوم ليصحو.. تمتمتُ بدعواتٍ وُلدت من العجز، خرجت من عمق القلب.. ومضيتُ وحدي، والناس يمرّون كظلال لا تشعر، والسماء تمارس حيادها البارد.. كنت كائنًا هشًّا، يشعر بكل شيء ولا يقول شيئًا..
وحين قررتُ العودة، حملتُ أكياسًا خفيفة الوزن، لكنها ثقيلة على كاهل روحي.. وبينما أبحث عن وسيلة للعودة، توقفت سيارة فجأة، وأطلت منها امرأة لا أعرفها، بعينين مختلفتين عن هذا العالم.. سألت ببساطة: “هل أوصلكِ؟” وفي صوتها طمأنينة ليست من طبع البشر، بل من سرٍّ ما.
ترددتُ جداً فلم أركب مع غريب قط، لكنني ركبت.. نظرت إليّ نظرة أربكتني، وقالت: “والله لم أقف لأحدٍ من قبل، لكن شعرت أنكِ بحاجتي.. إن الله أرسلني إليكِ.. فاصبري، وادعي، فإن الذي يرى الدموع في القلوب لا يخذل.”
حين قالتها، انكسرتُ.. بكت هي أيضًا، بدموعٍ صادقة، كأن بيننا حبلاً خفيًا شدّته السماء.. لم تكن المسافة طويلة، لكنها كانت سفرًا من الحزن إلى اللطف.. حين نزلت، شعرت أنني أترك خلفي شخصًا ضعيفًا، باحثًا عن الله في تفاصيل لا يراها سواه..
لحظة بدت عابرة، لكنها كانت رسالة من الله تقول لي: “أنا أراكِ.. فاثبتي، فاللطف قادم ولو تأخر.” خرجتُ من السيارة وكلّي يقين: لم تكن امرأة، بل استجابةُ دعاء، أو جبرٌ نسيته، ولكن الله لم ينسَ.. ولن ينسى..
فيا رب، خذ بيدي كلما خذلتني يداي، وأرسل إليّ جبرك من حيث لا أحتسب، فإنك الأعلم كم تعب هذا القلب، وكم اشتاق إلى يدٍ من السماء تربت عليه دون سؤال ❤️
التعليقات
راااائع احسنت عزيزتي❤❤