لا يحتاج المؤمن لأكثر من عقلٍ وقلبٍ سليمين ليعرف الطريق الى الله ويسلكه

في وقت من إوقات كثيرة مضت لا جوابَ لأسئلتها، سألت نفسي مراتٌ كُثُر لماذا يبكي قارئ القرآن؟

لماذا يبكي إمام الحرمين "السُديس" أمام أعين ملايين الناس وأسماعهم ؟

أليس معيباً للرجل أن يبكي؟

أوليس البُكاء مُحرمٌ على الرجل كأنه يقُصّر عمره!

ألا يُبالي بمن يسمعونه ويرونه يبكي أمام جمعٍ غفير وحُزمةٍ كبيرةٍ من " المايكروفونات" وعددٍ لا يُحصى من الفضائيات التي تبثُّ هذا الحدثالجلل على الهواء مباشرةً؟

سألت في سرّي ذلك ولم أبُح لأحد، ثُمََ….

لماذا يتكرر ذلك؟

منذ ذلك الزمن ضلّت الإجابة تسير في طريقها إليّ

رأيتها تأتيني على صورةِ نسخةٍ طبق الأصل من ذلك المشهد للإمام السُديس وأنا أَؤمُّ نفسي بنفسي، كانت السماء تبكي بغزارة والأشخاصمُبتهلون، وأنا مثلهم مبتهلةً مُستهلّة، أقف بين يدي يديّ الله ومنذ زمنٍ لم أدعوه إلّا في سرّي، وأخجل أن أدعوه كثيراً

لكن في ذلك اليوم إنحلّت عقدة الخجل من داخلي وكذلك عُقدة صعوبة ترتيب الكلمات من لساني، بدأت بحمد الله والصلاة والسلام على نبيهالكريم، رفعت يدي وبصري إلى السماء الباكية، وضللت ارجوا الله في كل شيءٍ تكدَّسَ في قلبي مُنذُ سنين، أحسست به يسمعني

ويراني ، أحسست به يمدُّ يده إليّ

يمسح على رأسي

يُربتُ على كتفي

يقول لقلبي اطمئن أنا ها هُنا قريب

سرت القشعريرة في بدني بأكمله

احتضنت بنفسي يعضديّ

وأخيراً بدأت أبكي ،

أحسست أخيراً بقرب الله مني … في قلبي

قلبي تحديداً ،

يا الله ما أعظم أن تحملَ الله في قلبك

يقيناً أقول لو جمعت كل كلمات اللغة التي تصف العظمة لما أستطعت أن أصف ذلك الشعور حقَّ وصفه

ولن أصل يوماً حدَّ السعادةِ تلك

أدركتُ حينها أنّك لا تحتاج لأن تكونَ سُديساً لكي تبكي بدعائك أو لتشعر بوجود الله داخلك

بل بأن لديكَ قلباً مؤمناً غير قانطٍ برحمة الله

ذلكَ الأمرُ برُمّته، فالحمد لله لانه منحنا قلوباً تُحبّهُ وتؤمن بهْ.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات مها الجبور

تدوينات ذات صلة