عن أياما مضت,لها رائحة مميزةوذكريات حفرت في وجداننا يبعث تذكرها علي نفوسنا مزيجا من الراحة والاشتياق
يمر الوقت بسرعة رهيبة تجعلني أشعر بأن كل هذا العمر ما هو إلا حلم
حلم طويل سأصحو منه يوما علي صوت دق جدتي علي خشب سريرها لتوقظني من نومي العميق جدا لأذهب لمدرستي
فأصحو متأففا مطلقا طلاسم غير مفهومة ثم افيق علي صوت هذا المذيع الأجش قائلا الآن موعدكم مع برنامج براعم الإيمان إعداد وتقديم هاجر سعد الدين
يصحبه صوت أطفال منشدين لا إله إلا الله محمدا رسول الله نبينا الهادي محمد عن سائر الخلق اصطفاه
فأفرك عيني متجاهلا ما تقوله المذيعة مستنشقا رائحة الفطور الشهي الذي تعده جدتي مراقبا ضوء الشمس الذي يتسلل من نافذة المنور
نافذة طويلة تزينها قلة فخار تكتسب مياهها البرودة من نسيم الفجر يتجمع عليها حماما يصدر هديلا بديعا
أتناول فطوري ثم أستعد للذهاب للمدرسة ممسكا بيد جدتي ذات العباءة السوداء والوجه الملائكي المضئ
بالطبع أذهب متأففا متمنيا أن يغيب مدرس الرياضيات اليوم منتظرا نهاية اليوم لكي تأتي جدتي لتأخذني للبيت جالبة معها نوعي المفضل من العلكة (لبان هارتي)
وأقصي ما أخشاه هو تعنيف أبي لعدم حفظي جدول الضرب ولكني متيقن من دفاع جدتي و أمي عني حينها
ينتهي يومي فأذهب للنوم علي قصص جدتي المشوقة فأنام وتنام ممسكة بسبحتها المضيئة التي طالما اعتبرتها معجزة ودلالة من الله
بعيدا عن تفسير أمي أنها من الأحجار الكريمة لذلك تضئ لكني انا وجدتي أبينا أن نصدق إلا أنها معجزة من الله((رحمك الله وأضاء وجهك في الجنة))
فجاة صحوت علي صوت مزعج لشخصا غائب عن الوعي ينصح صديقه قائلا يا بيقا فكك من الحساد
بهتت حوائط المنزل و تشققت رحلت جدتي و سكت المذياع
قيدت الاسلاك نافذة المنور وكسرت القلة
ذبح الحمام وتبدل هديله بصوت شجار الجيران
توقف صنع علكتي المفضلة
افتقدت حصة الرياضيات
رحلت عن المنزل والمدرسة لكن الذكري باقية
ولكم تمنيت بقاء ايام مضت
تذكرت غناء وردة قائلة إيام بنعدها لو فينا نردها كنا رجعنا احباب فارقناهم...
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات