نختتم صيف 2020 بتحول أطفالنا إلى روتين مختلف من حيث العودة الى المدارس إما افتراضيا عن بُعد ، أو حضوريا مع اجراءات التباعد الاجتماعي ..

امنحي نفسك وابنائك فرصة ، واجعلي هذا الاسبوع تدريبًا على الانتقال للروتين الجديد..

لكن هل تودين جعل هذا الانتقال سلسًا لجميع أفراد الأسرة؟ بالتأكيد !


لذلك تفضلي هذه الخطوات لتساعدك على ذلك :


1 تحققي من مشاعرك :

من المحتمل أن هناك مجموعة كبيرة من المشاعر المختلطة تدور في داخلك. خاصة في هذا العام الفريد وهو أمر طبيعي. اسمحي لها بالمرور. خذي وقتك في التحقق من نفسك واستكشفي ما تشعرين به في خضم هذا التحول بصدق ومحبة.


ضعي قناع الأكسجين الخاص بك أولاً قبل مساعدة أي شخص آخر ، حتى طفلك" نسمع هذه التعليمات دائما في الطائرات. السبب بسيط: بدون أكسجين ، لن تتمكني من مساعدة طفلك! الأمر نفسه ينطبق على توترك وقلقك. عندما تكونين متوترًة أو قلقًة ، ينتقل هذا إلى طفلك ويشعر به أيضًا.


ابناؤك يعرفون من لهجتك و تعابيرك بأنك أصبحتِ أكثر حضوراً وثباتاً في نفسك. وهذا بدوره يتيح لهم الحرية في التعبير عن مشاعرهم أيضا. فهم يحتاجون للبالغين من حولهم للتنظيم المشترك ومساعدتهم على الشعور بالهدوء والتوازن. وذلك بسبب عدم نضج الجهاز العصبي لديهم . اسألي الله العون ونظمي نفسك ، لينتظم طفلك.


2 املئي كوبك:

من السهل أن تتخلي عن نفسك وعن رعايتك لذاتكِ ، خصوصًا مع كل ما يجب القيام به في هذا الوقت من العام ،.

لا تفعلي ذلك! غالبًا ما تقول الأمهات أنهن يشعرن "بالأنانية" أو بالذنب لأخذهن وقتًا للإعتناء بأنفسهن ، ولكن إذا فكرتي حقًا في الأمر ، فإن العناية بالذات تُنتج رعاية الآخرين. إذا نظرنا إليها بهذه الطريقة ، فهي عمل غير أناني أبدا.

أفضل طريقة لدعم ابنائك أثناء هذا التحول للوضع الجديد، هو التأكد من أنك تفعلين ما تحتاجين إليه للبقاء ثابتًة نسبيًا.

نحن لسنا آلات دائمة الحركة. نحن بحاجة للتزود بالوقود بطريقتنا الخاصة. لذلك يُعد تعلم كيفية فعل الأشياء التي تضيف الطاقة لكِ أحد أفضل الهدايا التي يمكنك تقديمها لنفسك ولعائلتك.


اسألي نفسك... ما الذي يمكنني فعله اليوم لملء الكوب الخاص بي ، وشحن بطاريتي ، والتوافق مع نفسي؟

هذه بعض الاقتراحات. اختاري واحدًا ، أو ابحثي عما يناسبك ، وجربيه:

  • استيقظي أبكر من الجميع بـ 10-30 دقيقة.
  • اشربي كوبًا كبيرًا من الماء وتحركي كرياضة خفيفة
  • اقرأي وردك بتدبر من 2-10 دقائق في الصباح.(من أفضل الطرق للتأمل)
  • اكتبي ما لا يقل عن 10 أشياء تمتنين لها كل يوم.


العناية بالذات.. ليست رفاهية ، وإنما ضرورة. اعثري على ما يناسبك والتزمي بفعله كل يوم ،. امنحي نفسك دقائق قليلة اضافية. سوف تحدث فرقا كبيرا.



3 كوني مرنة :

يتطلب التحول من وضع الصيف والإجازة إلى روتين المدرسة التغيير ؛الذي يمكنه أن يثير مشاعر كبيرة. وهي ضرورية بينما ننمو وننتقل إلى روتين جديد.

امنحي الجميع مساحة كبيرة عند بدء الانتقال.

كوني رحبة بكلماتك.

كوني متسامحة مع مخاوفك و ردود أفعالك.

كوني مرنة أثناء هذه التحولات.

تمهلي واستمتعي بما يحدث.


وأخيرا تذكري ، لن يستمر الأمر على هذا النحو. قولي لنفسك ، "نحن في موسم العودة إلى المدرسة. والتعليم سيكون عن بعد، أحتاج إلى الاعتناء بنفسي والثبات نسبيًا. أنا على ثقة بالله بأنه سيعيننا على تخطي هذه المرحلة بنجاح".

ضعي ببالك صورة حول الأسابيع القادمة في ذهنك. مما سيخف عليك الكثير من الانزعاج غير الضروري ويجلب لك الكثير من الهدوء والاتزان.


4 امنحي عائلتك وجبات عاطفية:

يمكن أن تكون العودة الدراسة عبارة عن فترة مختلطة من اللحظات السهلة والصعبة. ومثلما نحتاج إلى وجبات طعام لنشعر بالصحة والحيوية والتوازن ، نحتاج أيضًا إلى وجبات عاطفية للحفاظ على أنظمتنا العصبية منظمة ومحصنة للتعامل مع تحديات التجارب الجديدة.

إذا كنت تريدين مساعدتهم بالانتقال السلس ، فتأكدي من ملء خزاناتهم العاطفية..إليك الطريقة:

  • كوني واعية ؛ هل أطفالك بحاجة للتواصل معك؟
  • أم يحتاجون مساحة صغيرة ثم القليل من الاتصال؟
  • انتبهي إلى ما يحتاجون إليه ليشعروا بالوقود العاطفي طوال اليوم.
في الصباح ، بمجرد أن تملأي فنجانك قليلاً ، اقضي بعض الوقت في منح كل طفل بعض الحب الخاص والاهتمام. حتى لو كان مجرد عناق لطيف ، أو القليل من التواصل البصري الإضافي ، أو بضع كلمات تقدير ،


  • قومي بالتواصل عاطفيًا قبل الانتقال الى المهام والمسؤوليات المطلوبة. هيئيهم في الليلة السابقة عن طريق إخبارهم بكيفية سير اليوم التالي.
  • ببينما يستعد الجميع في الصباح ، خذي أنفاسًا عميقة و افعلي ما بوسعك للبقاء منتبهة وحاضرة.
  • لا تنسي وجبات الطعام والسناكات أيضًا. القليل من البروتين في الصباح وطوال اليوم يمكن أن يساعد في الحفاظ على نشاطهم. امنحيهم الوجبات ولا تنسِ نفسك أيضا 😊


5 قد تكون هناك صعوبات:

اسمحوا لي أن أكرر ذلك. قد يكون هناك عقبات و تراجع وعدم استماع الاطفال لك وبعض من السلوك السيء. قد يكون هناك المزيد من التذمر والملل ،توقعي ذلك لكي لا تتفاجأي ببهذه السلوكيات .

والأهم من ذلك ، لا تأخذي الأمر على محمل شخصي.

إن الأطفال يستهلكون طاقة عقولهم البشرية "لإنجاز الواجبات وحتى يستجيبون للمعلم ويتعلمون!" لعدة ساعات في اليوم، لقد نفذت طاقاتهم ولن يعودوا إلى الحياة الأسرية ببساطة . فهم يحتاجون وقتا للتكيف. لذلك كوني متسامحة وصبورة ومُحبة لهم.وكوني على استعداد للتنازل عن بعض الأشياء .


فيما يلي بعض الأفكار لدعمهم، سواء كانوا يذهبون إلى المدرسة أو يقومون بالدراسة في المنزل:

  • أخرجيهم للنزهة في الخارج.
  • جهزي وجبات خفيفة صحية.
  • تأكدي قبل طرح الأسئلة أنهم متاحين للمحادثة.
  • اعلمي أن وجودك الهادئ يمكن أن يكون كافيًا.
  • وأخيرا: إذا حدثت الانهيارات في منزلك ، فيرجى العلم أن سلوكهم البغيض ونزواتهم ليست شخصية. إنه خلل في التنظيم داخل أنفسهم. لذلك كوني الشخص الذي يساعدهم على إعادة التنظيم.



ولنتذكر قول رسولنا الكريم : "مَن سلَك طريقًا يَلتمسُ فيه علمًا، سهل الله له طريقًا إلى الجنَّة، وإنَّ الملائكة لَتضعُ أجنحتَها لطالب العلم رضًا بما يَصنع" مع تمنياتي لكم بعودة سعيدة للدراسة ..




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

جدا استفدت 💚

إقرأ المزيد من تدوينات هناء بركات

تدوينات ذات صلة