المجهول هو الدائرة المظلمة والجانب الخفي الذي لانعلمه عن حياتنا الواسعة, وهو شيئ خارج نطاق رؤيتنا تماما,

الخوف من المجهول الخفي.. كيف نخرج من هذه الدائرة المظلمة؟


جميعنا يخشى مايجهل, وهذا ما يجعلنا في رغبة مستمرة لمعرفة جميع ما يحصل حولنا تفاديا لوقوع أمر لانعرفه ولا نألفه, فخوفنا من المجهول ومن المرض وحتى خوفنا من خوض تجارب جديدة وإكتشاف العالم لن يغير شيئا في هذا القانون الكوني, وحين يقع ماهو مكتوب لنا سواء كان خيراً أم شراً لن نستطيع منعه او حتى تجاهل مصيرنا حينذاك لذا مجرد التفكير بالمجهول خوفا منه ومحاولة زخرفة حياتنا بما يلائم ما إعتدنا عليه هربا من عواقبه لن يكسبنا شيئا غير القلق الدائم والحسرات وضياع الكثير من الوقت الثمين والفرص الجيدة, نحن لايمكننا التحكم بالمجهول فلماذا نتكبد عناء التفكير فيه أصلا!.


أولا: ماهو المجهول الخفي بالنسبة لنا؟


إن المجهول هو الدائرة المظلمة والجانب الخفي الذي لانعلمه عن حياتنا الواسعة, وهو شيء خارج نطاق رؤيتنا تماما, والذي قدر له أن يبقى مخفيا إلى أن يأتي الوقت المقدرله ويكشف وذلك بغض النظرعن محاولاتنا اليائسة للوصول الى حقيقته, المجهول هو ذلك اللغز الذي نتساءل دائما عن ماهيته ومالذي يحمله بداخله, هو ذاك الشيء البعيد التي لا تكاد ايدينا تصل اليه او تشعر به بل هو كسراب في بقيعة, اننا غير مدركين بهويته اطلاقا رغبتنا الوحيدة أن يكشف عن نفسه الستار ويلوح بالظهور,


ثانيا: لماذا نخاف من المجهول رغم أنه يدخلنا في سجن كئيب وحال قاتم؟

حقيقة لا لبس فيها أن المجهول امر مخيف لنقل جدا ولكن المخيف اكثر هو حين دخولنا في دوامة الخوف هذه فإننا لا إراديا نفقد طعم الحياة والاستمتاع بجمالها وتفاصيلها, نفقد شغفنا وأحلامنا التي نتطلع لتحقيقها, لماذا نخاف من المجهول؟ اننا نخاف لأننا نظن أن المجهول سيؤذينا ونخاف لأننا لانشعر بالأمان متوقعين حدوث امور سيئة لنا وتكرار الصدمات المؤلمة التي مررنا بها ونخاف لأننا نفكر فيه كثيرا, مع خوفنا المستمر هذا سنرى أن حالنا اصبح اسود قاتم وأن حياتنا قد تحولت الى سجن كئيب وكل هذه السيناريوهات التي تخيلناها من الممكن أن لا تحدث اطلاقا, ولأننا إحتكرنا هذا الخوف داخلنا تمرد وأصبح شعورا ملازما لنا لأننا أنفسنا اعطيناه دور المبرمج والمسيطر. و لا يخفى علينا ان الخوف من المجهول حقيقة ثابتة لايمكن انكارها وأن الخوف المعقول أمر طبيعي لحماية أنفسنا من قرارات واتجاهات مبهمة ينبغي الحذرمنها, ولكن يبقى لزاما علينا مواجهة هذا الخوف المسموم الذي يعيقنا عن السعي نحو افاق وطموح نريد انجازها.


ثالثا: كيف نقاوم الخوف من المجهول ونسيطر عليه؟

أنت مدرك تماما أن المجهول هو الطريق والوجهة التي لا تعلم الى اين تأخذك ولكن إن كنت تعلم مقصدك ومكانك الذي أنت ذاهب اليه على الرغم من جهلك بمأل هذا السبيل ولكنك تمشي على أي حال وعلى ثقة بأنك من هنا ستحطم قيود الخوف تلك وتحقق شيئا لنفسك تريد الوصول اليه, وعندما تحاط بخوف من المجهول الحق به لا تدري لعل في نهايته منارة الحلم التي كنت تطلبها, وكما يقول ياسر حارب "البحث عن المجهول خير من الجهل به".


* عندما تأتيك فرصة جديدة الى عتبة بابك امسك بها ولا تفرط بضياعها, أنت مقبل على أمر جديد والخوف هنا امر طبيعي كليا, ولكنك رغم خوفك تقدمت خطوة الى الأمام وحققت شيئا لنفسك وهذا بحد ذاته خير دليل على تحررك من عتمة الخوف من المجهول رغم انك تعلم انه مجهول ولكنك راهنت به على أية حال, لذا نحن على يقين تام بأننا وجدنا في هذه الحياة لنتحدى هواجس خوفنا ورهبتنا تجاه جميع ما نجهل وأننا بغض النظرعن محاولاتنا العقيمة للتفكير به أو حتى منعه لن تجدي لأنه ات لا محالة, لذا يجب علينا أن نتعايش مع فكرة أننا خلقنا لأمرعظيم ذي شأن اعظم من جميع مايقلق راحتنا ويفزعنا وأن نتوكل على الحي القيوم الذي لايمنع عنا شيء الا لحكمة ولا يعطينا شيئا الا لحكمة سبحانه وأنه مهما بلغ بنا الخوف مبلغه فمصير الغد قادم بلاشك.



بقلم ندى ماجد الرويس..




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ندى مـاجد الرويس

تدوينات ذات صلة