الخيانة ليست مبررة، و الحب ليس نتاج خلطة سحرية بل هي حسن المعاملة و العشرة الطيبة
شادية و أحمد مظهر و عمر الشريف الثلاثي العظيم في فيلم واحد، و الأهم من إخراج رائد مدرسة الواقعية صلاح أبو سيف و أخذه عن الرواية العالمية "الوحش الأدمي"، ليقدم وجهة نظر واقعية فريدة، يبدأ الفيلم بزفاف شادية و أحمد مظهر سائق القطار، الذي يعاملها بغلظة و قسوة بناء على نصيحة أصدقائه، يسافر و يتركها و يطلب من زميلة بالعمل عمر الشريف تسليمها الراتب، تجرح شادية أثناء زيارته لهم، يذهب معها للمشفى مرتين، و يعاملها بلطف و ود بالغ، تتحول مشاعرها تماما ناحيته، حاول عمر الشريف نقل نفسه للصعيد ليهرب، بالنهاية يقررا الزواج بعد طلاقها، إلا أنها تكتشف حملها، فيتغير زوجها في معاملتها، و يتودد إليها، فتبتعد عن عمرو الشريف.استخدم صلاح أبو سيف قطة لدى البطلة كرمزية للبطلة نفسها، التي تأثرها المعاملة الحسنة، و تلفظ من يعاملها بقسوة، ينزع عن الحب هالته السحرية و غموضه، فطريقة التعامل ببساطة هي السحر الحقيقي.شخصيا مؤمنة أن الحب سر الله يودعه قلب من يشاء لمن يشاء، و مع هذا لا أنكر إعجابي بواقعية و بساطة أبو سيف، و إيماني بشكل جزئي بصحة نظريته، تبقى الأفلام مهما كانت واقعية مختلفة عن الواقع، فمحاولة الدفاع عن البطل و البطلة و أنهم رفضوا الخيانة و جاهدوها، و إظهار البطل الذي يمثله عمر الشريف بمظهر الفارس الذي شعر أنه نذل جبان، يخون صديقه الذي وثق فيه، ليطلب نقله للصعيد ليبتعد عن حبيبته، لن تجعلنا نتغافل أن حياتنا الواقعية بعيدا عن الأفلام لا تعتبر أي زوجة تسمح لنفسها أن تنزلق في علاقة مع رجل أخر حتى لو لم يتجاوز الأمر كلمات بسيطة، إنها خائنة ساقطة قولا واحد، و شريكها بالعلاقة نذل جبان خائن، لازلت أتذكر المرحوم الأستاذ عبد الوهاب مطاوع صاحب بريد الجمعة الذي طالما تذمر من الخطابات التي ترد إليه من سيدات تصف نفسها و عشيقها أنهم فرسان نبلاء، و تصف زوجها بأنه الفظ الغليظ، تظن نفسها فاتن حمامة في نهر الحب، و تنسى أنها هي الخائنة
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات