غالبية الفنون لها ارتباط قويّ مع الألم، بالنسبة لي الكتابة رغم أنها مثل ما عرّفتها سابقًا: الكتابة هي الطرد خلف الألم.. لكن يشبه الطرد وراء السراب


‏أمس واليوم مواعيدي لأخذ أشعة الرّنين المغناطيسي لقدماي قبل التدخل الجراحي، المواعيد غالبًا يلحقها انتظار طويل، لذا الآن أكتب أحاول قتل ذلك.


‏رحلتي مع قدماي لم تبدأ قريبًّا أو قبل سنوات قريبة بل من حيث ولدت أتذكّر ذات مرة كتبت عن أمي وانشغالها التام معي: منذ ولادتي بقدمان منحرِفة والتي كانت صدمة بالنسبة لها ولكنها نسيت بأن بفضل الله ومن ثمّ دعائها استقيم.


‏أيّ يعني ليست المرَّة الأولى التي أكتب فيها عن قدماي ولا أظن أنها ستكون الأخيرة، لأن مثل هذهِ الآلام الممتدة من زمن بعيد، لا تتوقّف عن الكتابة عنها، حتى لو كان تارة لا يفي بالغرض وأخرى يفيد. ولكن على أية حال هناك ارتباط قويّ بين الألم والكتابة. يحدث أن كلما اشتدّ ألمك تناثرت الحروف العالقة في جوفك وتحوّلت إلى نصوص مكتوبة، وعن هذه الحالة أتذكر كتّاب وشعراء وغيرهم من قدموا فنًّا للعالم ولدوا من رحم الوجع على سبيل المثال: أبو العلاء المعري/ سليمان المانع/ فهد عافت/فان جوخ.. لكل منهم وجعًا خاصّ وقصّة مُختلفة.


‏رغم أن وجعي شَدَخَ قلبي بسبب أحلامي التي تلاشت من أمامي، وجلست مدّة طويلة أحاول من أجلها إلا أنها أبت أن تتحقق، لكن لم أفلت يداك حتى أنني كتبت: حبك يجعلني أستمر في الوقوف، رغم ألم قدماي. وفي أوج تعبي وانهيار صبري خطّت يداي: رغم تجبير قدمي، إلا أني مشيت لك عبر أُغنية. تخيّل!.


1/7/2022


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

جميل مُعاذ، ومثل ما قلت الكتابة هي الطرد وراء الألم، والكتابة تصنع عظماء لولا ألمهم لما ظللنا نردد أسمائهم في كل مكان ونتغنّى بأشعار البعض ويُلهمنا فنْ البعض، مقالة رائعة فعلًا أنتَ مُلهِم.

إقرأ المزيد من تدوينات مُعاذ خالد.

تدوينات ذات صلة