نظرة للقرقيعان من زاوية مختلفة . بنظرة أم كانت تحتلف بهذه المناسبة

بعد أيام معدودة وبالتحديد بشهر رمضان- أعاده الله علينا وعليكم بكل خير- ستبدأ الصحف والديواوين والبرامج التلفزيونية والإذاعات بالحديث عن إسراف المرأة الكويتية وتبذيرها بهذا الشهرعلى ملابس القرقيعان وحلويات القرقيعان .. وغيرها من الأمور الذي إعتدنا أن نسمعها بكل سنة، ناسين إن هذه الأمور بالنسبة للمرأة تعبير عن الحب فعند شراء ملابس لأطفالها للاحتفال بالقرقيعان أو حتى إعداد حلويات للقرقيعان بأشكال مختلفة وأفكار مبتكره فيها تعب جسدي ونفسي عليها إلا إنها لا تنتظر من عائلتها الشكر إنما تسعد عندما ترى ضحكاتهم ، وهذا ما يكفيها… الفرحه ، وإن تبالغ في بعض الأحيان وتختل الميزانية إلا إنها تتحمل هذا الخلل وتعيش الباقي من الشهر بعجز ولكنها لا تهتم لأنها استطاعت أن تشتري الفرحة لأطفالها.

والتباهي أيضا مقبول فعند مدح أهل الزوج للقرقيعان فهذا فخر لها، كأنها تقول “ولدكم عرف يختار” وعندما يمدح أهل الزوجة للقرقيعان أيضا فخر لها كأنها تقول ” زوجي ما يقصر علينا بأي شي”.

بالأغلب الزوجات الصغيرات هن من يتمسكن بإبتكار نماذج جديدة للقرقيعان قد تكون مكلفة ، ويقل هذا الشعور بعد سنوات حتى تمل المرأة أو يكبر الأبناء ، فتتوقف ، لأن للحياة فصولها ، وبفصل الربيع تزرع بذورا جديدة لتثمر زهورا وفاكهة أطيب، وكل شي ينتهي مع عدم الشعور بحاجته، لتبدأ سنة جديدة مختلفه أكثر نضوجا وتعقلا.

وطبعا بواقع الحال لا يشعر الزوج بأهمية ما تفعله المرأة ويراها أيضا من الكماليات التي لاداعي لها، وربما يكون على حق إن أصبح الإعداد لهذه المناسبة يتعدى ميزانية الأسرة أو لجوء الزوجة إلى الدين ، ولذلك يصبح الاحتفال بالقرقيعان سلاح ذو حدين إما إرضاء عقل الرجل أو اشباع قلب المرأة … فبإعتبار الزواج شركة يحترم فيها الطرف رغبات الطرف الآخر ليكن قرقيعان هذه السنة مختلف ، فليكن فيه مشاركة من كلا الطرفين، ذوق المرأة مع مراقبة الرجل للميزانية ، المقصود أن يرافق الرجل زوجته إلى السوق ويشترون معا مستلزمات القرقيعان ، فبالتشاور والنقاش بدون شد الحبل بقوة ومشاركة الأثنين بإتخاذ القرار سيشعر الزوج بالإرتياح على ميزانية الأسرة، وستشعر الزوجه بالرضا لمشاركة الزوج لإهتماماتها.

ربما تكون فكرة الإعداد للقرقيعان غير مقنعة للبعض إلا إنها وسيلة للتواصل بين الزوجين وهذا بالضبط ما تحتاجه العلاقة الزوجية ، المشاركة والتواصل بالأمور بسيطة كانت أو معقدة ستدمر الحواجز وسيزيد الارتباط بينهما وبذلك يصعدان سلم الحياة معا بتماسك أكثر، وتكتمل مسيرتهما عبر الفصول ويحصدا معا ما زرعاه ، فما أجمل الحياة أن نعيشها ونراها بإيجابية .

كلمة سر :

للرجل : إفهم المرأة .. حتى لو كنت تجد بذلك صعوبة لأن المرأة نفسها لا تفهم نفسها بعض الأحيان.



للمرأة : إفهمي الرجل … وإجعليه صاحب القرار فلن يخيب ضنك أبدا.



ولا تنسونا بالقرقيعان……


Hanadi Karam

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Hanadi Karam

تدوينات ذات صلة