حين علمت أني مميزة بطريقتي الخاصة عندما تمردت على معايير المجتمع وصنعت معاييري الخاصة
التَفرُّد هو الشيء الذي أعيش من أجله ،أبحث عنه ،وأتعطش إليه .التفرُّد الذي سيعطيني دافعاً للبقاء على قيد الحياة والذي سيشعرني بقيمتي التي لم أحظى بها مُطلقاً .أبحث عن ذاتي التي أهملت من قبل الجميع ، أبحث عن ما يميزني ، أُريد أن أجعل الثقة تتدفق بداخلي ، الثقة التي لم أشعر بها مطلقاً فقد عشتُ ستةً وعشرين ربيعاً لم يرافقني بها سوى الشعور بالنقص. لم أكن شخصية سيئة أبداً ، أردت أن أقول أن ما حَدث معي سابقاً وما يحدث معي الآن ما هو الا عقاب على تصرفات وأفعال سيئة قد فعلتها ولكن لم يكن الأمر كذلك ، فقد أدركت مؤخراً حقيقة أنني كنت أنا الثمن الذي دُفع لأخطاء غيري . لم يعترف أحدٌ بي عشتُ ك نكرة ، لم يكن لي أحد ، لم أشعر بأن أحداً يحبني أو يهتم بأمري كُنت عنصر فرعي ومُهمش في مُجتمع يَصعُب عليك البقاء حياً فيه . أنا في عالم من المستحيل أن تبقى به شخصاً جيداً انا في مجتمع طبقي حُكم علي من قبله العيش في مأساة لمجرد إني كنت في حياة لم أختارها لأنني تحملت أخطاء غيري ولأنني لم أكن سوى مخلفات حرب للجميع المخلفات التي يجب حرقها والتخلص منها بعيداً . لقد سمعتُ أن شرّ ما يكسب الإنسان ما يصم وتعني أن شرّ ما يُعاب به الإنسان هو ما يُكسبه لنفسه وما يعاب به وبُذلت به سمعته بسبب أفعاله .لكن هذا خاطىء فقد وُصمت بسبب أفعال الغير بي أفعال لم يكن لي القدرة على رفضها أفعال لم أكن مُخيرة بها كلها فُرضت علي ، وكان أولها وجودي على هذه الحياة . لكنني كنتُ سئِمتُ من دور الضحية ولكن لا أُريد أن أكون القاتلة ، أُريد أن أكون مسيطرة على حياتي فقط أُريد الاحترام والحب الغير المشروط ، أُريد أن أملئ عقدة النقص التي بداخلي وحدي ، لن استند على أي أحد مرة أخرى ، أُريد أن أكون واثقة ، أُريد أن أواجه المجتمع بأخطائي ولن أهتم إن لم يتقبلني المجتمع فقد تقبلتُ نفسي .
كان أول خطأ دفعته إني كنت نتيجة لزواجٍ إجباري ومُرتب من قبل العائلة . لم أعش في عائلة مستقرة بل كانت المشاكل تملئ المنزل بالرغم من إني كنت صغيرة في السن في ذلك الوقت الا إني ما زلت أذكر المشاجرات التي كانت تحدث لأنها ذكريات مرتبطة بألم قد عشته منذ أن فتحتُ عيني لأول مرة .
لم أشعر بالحب من طرف والداي لأني وبكل بساطة كنت جزء من كلاهما .عندما تنظر أُمي إلي ترى أبي وكذلك الأمر بالنسبة لوالدي .
كنتُ طفلة مُهملة لم ترى الحب من أقرب الأفراد إليها و عليك ان تعلم انه إذا لم يُحبك والديك فلن يُحبك أحد. ما زلت اسمع صدى الشجارات في أُذناي لهذا اليوم مع انها انتهت لكنها أبت ان تتركني تريد تذكيري بأني شخص خُلق للمعاناة وخُلق للحزن .
لم يهتم أحد لمشاعري لم يدرك أحد منهما إني طفلة تحتاج الحب فقط و خُلق بداخلي ثقبٌ يُشعرني بأني ناقصة وبأني لا أستحق الحب ،خاصةً عندما كنت ارى الأطفال السعداء حولي أشعرني هذا بأني الشخص الوحيد الذي يغرق بينما الكل يطفو واني اموت بينما الجميع أحياء .
ما زلت اذكر أكبر شجار حدث بينهما عندما كنا ذاهبين إلى وجهة ما زلتُ لا أعلمها ، ارتفعت اصواتهم واحتد الشجار أكثر من المُعتاد وفجأة تداخلت أصواتهم مع صوت اصتدام و فقدتُ الوعي .
كنتُ غير محظوظة و بقيتُ على قيد الحياة ، وفقدت أبي في ذلك الحادث . كانت الورقة الرابحة من ذلك الحادث لصالح أُمي فكان الأمر بمثابة ضوء أخضر لها لبدء حياة جديدة . حياة كنت انا العقبة الوحيدة بها فما زلتُ اُذكرها بأبي ما زلت أُذكرها بفترة من حياتها ترغب بمسحها تماماً كما لم تكن . وعندما يواجهك حجرٌ صغير في طريق سعادتك ، فقط قم بإزاحته عن الطريق بواسطة قدمك . مثلما فعلت أُمي تماماً كما ألقت بي بملجأ الأيتام لكنني لا ألومها لأنها وضعتني بالمكان الذي أنتمي إليه فأنا فلم يكن لي عائلة من الأساس .
لم يكن الملجأ ملاذ بالنسبة لي ولكل الذين كانوا معي وملائكة الرحمة اللواتي كُّن يعملن هناك ، لم يكونوا سوى شياطين ، فالشيطان الأسوء هو الانسان الذي تجرَّد من الانسانيه. في ذلك المكان ذُّقت أشد أنواع العذاب بالنسبة لطفلة ولأسباب تافهة كعدم قدرتي عالنوم لأني لا أشعر بالطمأنينة ، وعدم رغبتي بتناول الطعام البارد . كان كل هذا محتمل بالنسبة لي ، لأنه ولأول مرة كان لدي صديقة ، تعلقتُ بها جداً كانت أُختي التي شاركتني مُعظم الأيام المُظلمة هُنا ، ولم تستطع أن تُكملها جميعها لأنها هربت من هذا الملجأ ،ولم تأخذني معها .
في ذلك اليوم كان عليها تنظيف مائدة العشاء ومُلحقاتها مع مجموعة من الاطفال اللذين ينتمون للملجأ بينما البقية يذهبون للنوم أولاً . تأخرت هي جداً و كان فضولي كبيراً كفاية للذهاب و رؤية ما يعيقها ، بينما كنت أتجول في انحاء الملجأ بحثاً عنها بعدما لم أجدها في المطبخ سمعتُ صوت همس قادم من الحديقة . كانت تحاول الهرب مع تلك المجموعة في ذلك الوقت صُدمت حقاً لا اعرف ان كان بسبب تركها لي وحدي هنا ، او لجرأة فعلهم لم استطع التفكير كثيراً لأن العاملون في الملجأ علموا بالأمر وأسرعوا للحديقة و حين وصلوا لم يكن هناك احد بالحديقة سوى انا . ظنّوا اني كنتُ من المجموعة الهاربة ولم يحالفني الحظ أن أهرب قبل قدومهم و منذ ذلك الحين تلقيتُ عذاباً وحشياً لمدة لا استطيع أن أُحصيها بسبب خطأ لم أقم به !!بالنسبة لي الفترة التي قضيتها بالميتم، كانت أفضل من الحياة بعدها . عالاقل كنا جميعاً هناك سواسية ، نمر بنفس الظروف سواء فقدنا لوالدينا او حتى في المعاملة فالمعاملة الوحشية كانت تسري على جميع من كان هناك .لكن بعد ان بلغت السن القانوني وخرجت من الملجأ بدأت بتكوين حياتي بنفسي بحثتُ عن عمل في مطعم قريب من ذات الجامعة التي سجلتُ بها و حاولتُ بجد أن أجعل حياتي تسير على ما يرام .
لكن بدأت مشكلة جديدة بحياتي ، التنمر . كل ما بي كان يدعوك للتنمر عليّ ، سواء كوني تربيت في ملجأ او حتى ملابسي التي تدل على الفقر الذي أعيشه . خلال فترة حياتي الجامعية أدركتُ فقط كم ان البشر سُفهاء سطحيون تافهون و مستنسخون . الجميع يرغب بقتلك حيّاً لأنك لا تناسب معاييرهم الخاصة والتافهة . وكانت تلك أول ضربة من الجهل والتي نقلتني للمعرفة. ومنذ ذلك الحين وبسبب التراكمات السابقة أصبت بالاكتئاب . عانيتُ بشدة ليس لفترة من حياتي بس حياتي بأكملها ، لكنني رفضتُ أن أموت كان شيئاً بداخلي يدفعني للبقاء على قيد الحياة ربما كانت رغبتي في التميز . أردت ان اكون شيئاً مميزاً عن الجميع على الأقل مرة واحدة قبل أن أموت أو حتى قبل أن أستسلم . تخرجتُ من الجامعة وتلقيتُ وظيفة أقل ما يقال عنها إنها بغاية الروعة ، تبدلت حياتي بأكملها ، أصبحتُ قادرة على شراء أثمن الملابس وأصبح لدي منزل من افضل المنازل ولكني ما زلتُ ناقصة ما زلتُ مُكتئبة . ما زلتُ لم أصل الى النقطة التي ستجعلني راضية عن نفسي ما زلتُ أدور حول نفس النقطة ، عن الشىء المميز بي ! بعدها اكتشفت إني أبحث عن شيء أمتلكه أنا اتفرد بالإكتئاب .الاكتئاب هو الذي يُشعرني إني انسانة مُختلفة عن الآخرين . هو الذي يرضيني ، والذي أشتاق له حين أمر بلحظاتٍ عابرة من السعادة . أنا سعيدة بالألم وسعيدة بالاكتئاب . بنيتُ لنفسي معاييري الخاصة و ألقيت بمعايير البشر بعرض الحائط كما ألقوني
أنا سعيدة بحزني و راضية بألمي
. انا مكتئبة بشكل سعيد ..
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
تفاصيل التفاصيل دائما ملفتة كتابة مميزة 🔥✨
ماشاء الله الهمتيني شكراااا
ماشاء الله الهمتيني شكراااا