بالوعي فقط تتحول المعاناة إلى سلام والعتمة إلى نور ..

ماذا لو استيقظنا في يوم لنجد أن كل ما نفكر به لا يمت للحقيقة بصلة ، فقط مجموعة من الأفكار وليدة للعادات والتقاليد وأسلوب التنشئة الخاص بنا . لا أدعوك للتشكك في ذاتك أو عقلك بل أدعوك إلى رؤية أفكارك ومعتقداتك بشكل أفضل ، أدعوك أن تعش حاضرك و أن تأخذ استراحة من ضجيج عقلك ، فعندما ندرك أننا لسنا مجموعة أفكار ولكن نحن في الحقيقة الوعي الذي يراقب تلك الأفكار ، سيتغير الكثير في حياتنا و واقعنا ، أو كما قال إيكهارت تول في كتابه قوة الآن :



عندما توجه انتباهك إلى الآن، تحدث اليقظة كأنك تستيقظ من حلم، حلم الأفكار حلم الماضي والمستقبل. مع وضوح كهذا وبساطة كهذه لن يكون هناك مجال للتسبب في المشكلات فقط هذه اللحظة كما هي"

أن تحيا اللحظة دون الانغماس في أفكارك كأنك جزء منها هو ما يسمى بالحضور و هو الذي يجلب لك السلام الداخلي ، فتخيل معي رفضك بشدة لفكرة ما أو تعلقك الزائد بهدف ما،هل تشعر حينذاك بالسلام داخلك ؟! قطعاً لا ..فالسلام الداخلي لا يحدث عندما نتوه داخل العقل ومعاناته وإنما يحدث عندما تراقب كل ذلك من بعيد بوعي .

ولذلك نشعر بالسلام الداخلي عند الانفصال عن أفكارنا المشوشة في الصلاة أو أثناء الاستمتاع بقراء كتاب أو مشاهدة عمل ما يأخذنا بعيداً عن ضجيج العقل، لأننا نكون في حالة حضور و وعي ، ولهذا فإن كل الإجابات التي نبحث عنها تأتي إلينا فقط عندما يهدأ العقل


وهناك بعض الأشياء التي قد تساعدك على تعلم الانفصال عن أفكارك لتراها من مساحة واعية :


  • التأمل : فالتامل قد يساعدك على التحكم في أفكارك ,وليس العكس ، كما أنه يساعدك على التحلى بمزيد من الهدوء وتقليل الضغط النفسي الناتج عن تزاحم الأفكار بداخلك بشكل عام


  • ممارسة هواياتك : ممارسة هواياتك وتخصيص بعض الوقت فيما تحب يساعدك على التفكير في الاتجاه الصحيح وبشكل إيجابي


  • ممارسة الرياضة :ممارسة الرياضة بشكل عام تساعد على تقوية شعورك الإيجابي حيال ذاتك وزيادة هرمون الإندروفين الذي يحسن المزاج ويساعدك على الشعور بالراحة



تحكم في أفكارك وتعلم أن تراقبها وسترى بنفسك النتائج المذهلة التي ستعود عليك بداية من علاقتك بنفسك وصولاً إلى علاقاتك بالآخرين التي تتأثر تأثراً سلبياً عندما يتدخل العقل بأحكامه الكثيرة التي تمنعنا من فهم وتقبل بعضنا البعض بشكل صحيح ، تعلم التسليم والاندماج مع كل فكرة مؤلمة ليهدأ ألمك ويبدأ سلامك الداخلي ، فأنت لست فكرة عابرة أو تصور مسبق قد كونته عن نفسك ، أنت الوعي الذي يراقب كل هذا في سلام وهدوء .





ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

في القمة

تدوينات من تصنيف تطوير الذات

تدوينات ذات صلة