حتى نتمكن فى فرض صورة تمثلنا كما فى الداخل على الأخرين،
الحياة كثيفة من مواقف وظروف اجتماعية متغيرة نختلف فيما بيننا عندما نقدم أنفسنا من خلال تفاعلاتنا الاجتماعية بطرق مختلفة نتيجة ترك انطباع أو شعور معين الذى نريده. باختلاف شخصياتنا ودرجة نمونا … عندما نكون فى الكلية غير لما نكون مع الأسرة أو مع الرفقاء. الشخصية تختلف حسب دورها الاجتماعى والوظيفى فى المجتمع دور الاب يختلف عن دور الام، لكن هل نقدم أنفسنا بشكل متفرد ام مصبوغ بصبغة المجتمع!
البيرسونا أو الشخصية هى الطريقة التى نقدم به أنفسنا الى عالم الخارجى، تختلف حسب درجة نمونا فمثلًا عندما نكون فى طفولة نكون أكثر خفة وعندما نكبر تزداد علينا مسؤوليتنا الاجتماعية و دورنا فى الحياة.
الشخصية الأبوية تختلف عن الشخصية المسئولة، وشخصية مدير شركة تختلف عن شخصية الفنان، كلما زاد عمرنا كلما زاد مسئولياتك وادوارك في الحياة وكلما نلبس ال Masks.
البيرسونا-الشخصية فى اصل هى كلمة لاتينية وتعني "الماسك" وهى الطريقة التى نقدم به أنفسنا إلى عالم الخارجى.
تمثل الشخصية جميع الأقنعة الاجتماعية المختلفة التى نرتديها بين مختلف المواقف واجتماعيات لكل فرد.
تتطور الشخصية "كقناع-اجتماعى" لاحتواء جميع الدوافع والمحفزات وعواطفك التي لا تعتبرها مقبولة اجتماعيًا.
المجتمع هو البيئة الخارجية أو العالم الخارجى الذى نمثل أمامه دورنا، واختلاف المجتمعات واختلاف ثقافته وقيمه ومعتقداته وأخلاقه يؤثر علينا من فرض صور معينه واشكال وانماط محفوظة لكي يتقبلك مجتمعك.
نمط تقليدي محفوظ لكى يعترف بك مجتمعك، وإذا فعلت غير ذلك تحارب وتهاجم!!
"لقد اعتدنا جميعًا على التنكر أمام الاخرين، وفى النهاية … أصبحنا متنكرين لأنفسنا !! فرانسوا دو لارو - فيلسوف وكاتب فرنسى
من المثير للقلق دائما، هو ان نشاهد أنفسنا وهى تتحول من شخصية إلى أخرى ولا نعرف السبب! لكن المتأكد هو أننا "نتقمص-تتماهى" مع الدور الذى يدور في ذهننا من رسم لقاءتنا اليومية قبل الميعاد، كأننا نستعد للقاء أو من رسم لليوم الجديد!!
شرح عملية التماهى-التقمص العاطفى https://molhem.com/@Mohamed_Mokhtar/من-نحن-التماهى-3706
مثال: على سرعة تحول من شخصية إلى شخصية ثانية:
قد تكون عامل خطة لتحقيق هدفك وكيف تبلغها من عراقيل وصعوبات تواجهك في الطريق، وتأتى للمناقشة مع عائلتك وتتكلم معهم على الطريق الا انت ناوى تسلكه، وبعد ما تخلص كلامك وانت شايف علامات اعجاب من الأسرة لكن تظهر ردة فعل مختلفة، عندما يتكلم فرد من الأسرة والظرف ساعده ان له دور مسئول عنك! وعن الأسرة! فتبدأ الخلافات ويقولك نصًا "مين عمل كده قبل كده!! وان هذا الاسلوب وهذا التفكير لاصحاب الأشخاص الفاشلين فى حياتهم!!! انت تعمل الا انا اقولك عليه زى اى حد من بره "مجتمعك".
كل منا يشارك فى التظاهر بأن كل هذا حقيقى! حتى تستمر دائرة (المعتقدات والقيم والأخلاق) والتى هى دائرة معتقدات المجتمع وافراده قبلوا هذا عن أنفسهم.
تنشأ الصعوبة مع أنفسهم عندما يصبح الفرد مرتبطًا بشكل وثيق مع العالم الخارجى وفقدوا دورهم تجاه أنفسهم ويفقدون كل اتصالاتهم واحساسهم مع العالم الداخلي "الذات".
مثال: على تقمص الأدوار والتماهي معها، وهو فى واقع يومي في مجتمعنا:
فى الفترة الأخيرة انتشر صناعة الراب، وبدأ كثرة الإهتمام عليه ودخل ايضًا فى صناعه الإعلانات وأصبح تريند بشكل يومى.
فعندما يدخل اعلامى شهير فى التليفزيون ويقول انتظروا أغنية راب جديدة، هو يتقمص دور ليس دوره فى الحقيقى، لكن الغرض منه هو فرض أسمه على الساحة بشكل أوسع وينتشر فى وجود التكنولوجيا وصناعة الترند بشكل يومى.
"القناع" هو ليس إلا مجرد قناع النفسية الجماعية، يقوم بدور نتكلم من خلاله "النفس الجماعية" وليس انت "ذاتك" فى الخلف بل المجتمع وقيمه ومعتقداته وأخلاقه وترينده ايضًأ.
أنه تسوية بينك وبين المجتمع الذى تعيش فيه، هو ليس سوى حقيقة ثانوية عن شخصيتك، نقطة صغيرة من بحر نقاط، ويكون المجتمع أو الاخرين نصيب الأكبر من تشكيل شخصيتك، فنحن (نفعل ونفكر ونشعر) على حسب المجتمع والبيئة الاجتماعية التي تعيش فيها من خلال "الـ -Mask الاجتماعى" الذى نرتديه.
شرح عملية الظل https://molhem.com/@Mohamed_Mokhtar/من-نحن-الظل-4136
كل شئ له ايجابياته وسلبياته، مثال على ارتداء الماسك فى الوقت الصحيح:
قد تكون مريت بظروف عصيبه فى بداية يومك، مثلا خناقة فى بداية يومك مع احد أطراف بيئتك القريبة او مع صديقتك، وانت شخص مسئول قيادى فى شركة ما، فتبدأ ترتدى الـ -Mask الوظيفى … فتبدأ أن تعيش دورك الوظيفى وانت تعانى من الداخل!
أو من الاشخاص الدرامية يبدأ يسرد مشاكله فى حياته والأشخاص فعلوا به كذا وكذا أو يشكى من الظروف، فإن خط الفاصل بين أمورك المهنية والشخصية هى مسألة حكم وتوازن.
كل منا يحتاج إلى الاختباء من عواصفنا الداخلية لحين الإدراك الكامل والاشتغال على الوعى على هذه الإضرابات.
يعانى الكثير من الناس من الإفراط من تضخم الشخصية، مما يعنى يفرطون فى التعرف على أنفسهم، بل من الممكن أن يتعرفوا على أنفسهم من خلال الـ -MASK الذى يرتديه، هنا تبقى كارثة حقيقية لان مثل هذه الاشخاص قد تتحول أشخاص نرجسية مع مرور الوقت أو أشخاص سلبية تحمل معها كل المشاكل والسلبيات التي قد تواجها فى حياتك عندما تقترب منهم.
فى سياق عملية التفرد، يجب على الفرد أن يدرك أن "الشخصية-البيرسونا" ليست مجمل كيانهم، وأن اهتمامهم الأكبر هو "ما يعتقده الناس" مثل هذه الأفعال سيضحي الأفراد بأنفسهم من أجل رغبات الآخرين بلا حدود - ليس لانه يحب ذلك بل هو لا يعرف المعنى العميق للحب أو الكره من صفات وسمات لأنه لا يملك الشجاعة الكافية لرفض هذه الصراع ونتيجة تحمله وعواقب هذا الـ -MASK من المجتمع وبيئته الاجتماعية.
حتى نتمكن فى فرض صورة تمثلنا كما فى الداخل على الأخرين، فكل مهنة لديها أخلاقها المقبولة والغير مقبولة، حتى الأهل لديهم هذه المعايير ... وأنت فى المنتصف أين تتحرك وإلى أين تتجه!!
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات