"الحبيب لا يمل من لقاء حبيبه حتى ولو كان نهاية كل لقاء فراق"
كم يعجبني ويحيرني هذا العصفور الجميل.
أصحو كل يوم على نقره السيمفوني على زجاج شرفتي ليس فقط كمنبه بيولوجي، ولكن أيضا كحبيب يأتي كل صباح ليطمئن على حبيبه.
أشعر مع كل نقرة بفرحة وبهجة واشراقة يوم سعيد.
وما أن أسمع نقره وزقزقته حتى استيقظ وأقف وراء زجاج شباك الغرفة أراقب جناحيه الرقيقتين ومنقاره الرشيق وهو يعزف على الزجاج أجمل الألحان.
وما أن أدنو منه وأهم بفتح الشباك حتى أفاجئ به يرفع جناحييه بخفة ويحلق بعيدا في الفضاء.
وما أن أبتعد وأغلق الشباك حتى أفاجئ به يأتي بعد لحظات وينقر نفس الدقات وهو يختلس نظراته إلى من بعيد.
اعتدت على هذا اللقاء كل صباح، فلا هو يتركني أدنو منه وألامسه ولا أنا أكف عن الاقتراب.
وما زال اللقاء يتكرر كل صباح بعد أن وعدت قلبي ألا أمل، فالحبيب لا يمل من لقاء حبيبه حتى ولو كان نهاية كل لقاء فراق.
مع خالص تحياتي
د. محمد لبيب سالم
أستاذ علم المناعة بكلية العلوم جامعة طنطا
مقرر مجلس بحوث الثقافة والمعرفة
أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا
وكاتب وروائي وعضو اتحاد كتاب مصر
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات