"الضغط النفسي علي المؤمن القوي الناجح أكبر بكثير من المؤمن الضعيف"



المؤمن القوي خير وأحب عند الله من المؤمن الضعيف. والقوة هنا قد تكمن في قوة الجسد أو قوة في رجاحة العقل أو في المال أو الجاه أو السلطان. وقد رزق الله كل عبد من عباده درجة من درجات القوة قد تتمثل القوة في كلمة طيبة ولسان طيب يمشي بين الناس بالخير. أو قد تتمثل في أبسط معانيها بوجه بشوش مبتسم ينشر البشاشة والسرور بين الناس. فبداخل كل منا قوة ما، علينا أن يكتشفها ويستثمرها لنفسه وللآخرين.


ورغم أن لكل قوة تأثيرها سواء صغرت أم كبرت، إلا أن زيادة القوة وتميزها يزيد من مساحة وشدة تأثيرها علي المحيطين. وبالطبع أنا أتحدث هنا عن القوة التي تبني وليس القوة الغاشمة التي تهدم فعليها لعنة الله. وكلما ازدادت مظاهر القوة في النفس، كلما أودع الله في هذه النفس سمات شخصية متميزة تجعلها قادرة علي ادارة هذه القوة بنجاح بأقل مستوي من الآثار الجانبية.


ولذلك فالسمات الشخصية للانسان الناجح تختلف عن تلك التي بالإنسان البسيط الذي لا يشغله طموح أو تطلعات. فعادة ما يتميز المؤمن القوي بسمات خاصة أودعها الله فيه. ولنا في سيدنا عمر بن الخطاب وسيدنا ابو بكر والعديد من الصحابة خير الأمثلة. فقد يكون المؤمن القوي شديد الشكيمة وعصبيا وعالي الصوت وجريئا ومتحدثا فصيحا ولكن لا يخلو من رحمة في قلبه وعقله تغلف كل أقواله وأفعاله حتي تظل في حيز البناء دائما.


ولذلك فالضغط النفسي علي المؤمن القوي الناجح أكبر بكثير من المؤمن الضعيف. فالرجل البسيط الذي وُلد بسمات شخصية هكذا طيبا بسيطا متواضعا لا يحتاج إلي ضبط إيقاع نفسه باستمرار في حيز الطيبة والسلام. أما المؤمن القوي الناجح فهو دائم ضبط ايقاع نفسه وسلوكه لكي يظل في حيز العدل والحق والخير والسلام.


ولذلك فالمؤمن القوي الناجح دائما ما يعمل علي كبح جماحه وهذا يتطلب منه مجهودا نفسيا كبيرا علي عكس الذي ولد بسيطا بطبعه. ولذلك فأتوقع والله أعلم أن جزاء المؤمن القوي عند الله أكبر بكثير من المؤمن البسيط بقدر ما بذله من مجهود ليوظف قوته آيا كانت نوعها في الخير والبناء.

أن يرزق الله المؤمن بالقوة، سواء قوة البدن أو العلم أو المال أو الجاه أو السلطان، فهي مسئولية كبيرة علي عاتقه. ولكن إذا حقق هذه المسئولية بتقوي و بإخلاص أصبح عند الله أحب وأقرب من المؤمن الضعيف.


اللهم اجعلنا من المقربين اليك بما منحتنا من قوة أنت تعلمها. واجعل قوتنا في علمنا وكلمتنا وابتسامتنا وغلفها بالنية الطيبة المخلصة لوجهك الكريم.


مع خالص تحياتي

ا.د. محمد لبيب سالم

أستاذ علم المناعة كلية العلوم جامعة طنطا

كاتب واديب وعضو اتحاد مصر



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات د. محمد لبيب سالم أستاذ جامعي واديب

تدوينات ذات صلة