اطلب العلم ولا تكسل فما .. أبعد الخير عن أهل الكسل

نعيش حياتنا كارهين للفشل كيفما كان نوعه في الحياة، الدراسة، العمل، العلاقات. .، في الحقيقة هو شعور سيئ للغاية في بادئ الأمر يحول اللحظات في حياتنا من سرور إلى حزن ويملؤنا بالأفكار السلبية ويحولنا نحن الاستسلام للنهايات المأسوية.


يحاول الإنسان في بعض الأحيان النجاة من قبضته التي أحكمت الكثير، عبر قصص التنمية البشرية التي تملأ مواقع التواصل الاجتماعي، والشعارات الكثير التي تردد أن من الفشل يأتي النجاح وأنه يمنحك أكثر من فرصة للتجربة لتشق طريقة نحو النجاح المطلوب الذي لطالما حلم به كل إنسان حي حيث يكون حديثهم كل عن بدايات العظماء وكيف حققوا نجاحاتهم.

الفشل كان بالنسبة لهم ذلك الظالم الجائر التي يسطو على الأفكار الجميلة التي تترعرع في أيادي حامليها، غير أن هنالك أمر في الخفاء غير ظاهر وهو كيف كان يتعامل العظماء مع فشلهم، الجواب: إنهم كانوا يتفاخرون به! نعم هو كذلك وكانوا يعتبرونه جزء لا يتجزأ من الفطرة الإنسانية التي خلق عليها، كانوا يتوقعون ذلك من أنفسهم عند بدء كل تجربة جديدة.

غير أنه الافتخار ليس دعوة للركون إليه والاستمتاع به ولكن لتقبله جزءا من حياتك فقط، ومع هذا كل فإن بعض الناس وجدها سبة ليتكاسلوا وهذا أمر شنيع وليس له علاقة بما نقول، لأن هؤلاء جعلوا من فشلهم شماعة يعلقون عليها كل شيء، كالرسوب في الامتحانات والتدني في الدراجات والتهاون في التحصيل العلمي وهذا أمر يندى له الجبين لمن كان له عقل سليم.

العظماء كان يفتخرون بفشلهم في التجربة وليس في التحصيل لأن التحصيل أساس النجاح والتجربة مقياسه فقط، التحصيل العلمي كانت بالنسبة لهم حياة وبدونه يموت الإنسان جاهل منبوذا فكانوا يجلدون أنفسهم لأجله وليس العكس.

"اطلب العلم ولا تكسل فما .. أبعد الخير عن أهل الكسل." -ابن الوردي-



معشر القراء الأكارم أدركوا حقيقة الفخر بالفشل وعلموا على نشرها في أوساطكم وعلموها أولادكم حتى لا يتأثروا سلبا مما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي، وبينوا لهم الصواب فيه وعلموهم كذلك حسن التوكل على الله وحسن الظن به حتى يكونوا أصحاب إرادة قوية ودرع صلب أما الشبهات الإلكترونية، نعم.. يجب على الإنسان أن يفرق بين الفشل والكسل لأنه لا علاقة تجمعها حتى لو كان يظهر لكم عكس ذلك، لان الأول مقيت والثاني بداية نجاح وأنه ما أبعد الخير عن أهل الكسل.

"اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن وضَلَعِ الدين وغلبة الرجال." من الدعاء المأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم


كتبت لكم هذه الأسطر أحدثكم فيها عما أراه وأعيشه بين الناس وأتكلم عن علم وليس من فراغ وهذا المقال في حد ذاته تجربة لكم الخيار في الحكم عليها، ولا تنسوا أن طريق النجاح ليس سهلاً ميسوراً. . ليس مفروشاً بالورد والريحان ولكنه دائماً يكون محفوفاً بالأشواك، والذين حققوا نجاحات وإنجازات أبهرتنا وأبهرت البشرية. . لا شك أنهم تعبوا وصبروا وواصلوا الليل بالنهار، فالنجاح لا يأتي عادة إلا بعد صراع مرير وصبر طويل. الصبر هو سفينة النجاح التي يمتطيها الناجحون. . هو الإصرار على تحقيق الأهداف المنشودة مهما كانت العقبات والتحديات. . وهذا ما قاله ديل كارنيجي: ''الإنسان الذي يمكنه إتقان الصبر يمكنه إتقان أي شيء آخر'' فالصبر مفتاح كل خير. . ألم يرد ذكر الصبر في القرآن الكريم أكثر من تسعين مرة دلالة على أنه طريق الناجحين ولا نجاح إلا به؟ !


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات جواد لوكوايل "نَاصِحٌ أمِين"

تدوينات ذات صلة