هي قصة قصيرة من تاليف الطالب حول فيروس كرونا وطرق الحماية منه
مدرسة الجوفة الثانوية للبنين
مديرية التربية والتعليم للواء الشونة الجنوبية
اسم الطالب : البراء عيد العرجان
المعلم المشرف : محمد علي الصوص
في أحدِ الأيام الحارةِ وفي منتصفِ النهار وعندما تميلُ الشمسُ قليلاً عن كبد السماء, الناس يمشونَ مسرعين للوصولِ الى أقربِ ظل, بأسرع وقتٍ, أحدُهم يضع كتاباً بينه وبين أشعة الشمس الحارقة، وآخر يرفعُ صحيفةً وآخر لم يجد سوى راحة يده يتقي بها ما يستطيع من لهيب الشمس, المدينةُ تموج بحركة سريعة من الناس في كل اتجاه، وعلى مقبض أحد الأبواب الخارجية لإحدى المؤسسات العامة تجمع عددٌ من فيروسات (كرونا)لقد كان الباب مواجها للشمس تماما وكأنه صُممَ خصيصا ليمتصَ كلَ حرارة الشمس.
أحد الفيروسات : ما هذا الجو الحار!, أشعر أنني اختنق, يا إلهي, أهذا مقبض باب ام مقبض فرن؟!
ينتبه فيروس آخر جانبه الى ما يقول
ـ ليتنا بقينا ملتصقين بذلك الرجلِ إنه الآن بالتأكيد يجلس في غرفة مكيفة جميلة وكنا الآن نتسللُ الى رئتيه بكل هدوء لقد أمسك البابَ بقوةٍ ثم دفعه بسرعة فلم نتمكن من البقاء على يده, يا له من قاس!
ـ لئن بقينا هنا دقائق أخرى فمصيرُنا الموتُ لا محالةَ فأنت تعلمُ أننا لا نستطيع أن نعيش دون أحد غيرنا من الكائنات الحية لفترة طويلة.
وساد جو من الكآبةِ على كل الفيروسات التي على المقبض وخيم صمت عميق من الحزن بسبب النهاية المؤكدة التي ينتظرونها لم يقطعه سوى صوتُ أحدِ الفيروسات
ـ انتبهوا هناك مجموعة من الناس قادمين, جهزوا أنفسكم! هيا لنلتصق بهم و ننجوا بحياتنا هيا يا رفاق !.
وعلت أصواتُ حركتهم وتسابقوا نحوَ المكانِ المناسبِ للتعلق بأيدي هؤلاء القادمين إنه وسط المقبض بالتأكيد وصار زحامٌ شديد الكل يريد أن ينجوَ بحياته، وفجأة صرخ أحدهم:
يا للأسف يا للأسف! , انظروا إنهم كلهم يلبسون قفازاتهم وكماماتهم، أتعلمون ما هم مصيرنا إن تعلقنا بهم؟
ـ لن يكون مصيرُنا سوى سلةِ المهملاتِ أو الموتُ بسبب المعقمات الشديدة , لقد قضى معظم أصدقائي بسبب المعقم ولا أريدُ أن تكونَ نهايتي مثلهم.
وتحولوا سريعاً الى أطرافِ المقبضِ بعيداً عن مكانِ الأيدي كلٌ يريدُ أن ينجوَ بحياته وجلسوا يراقبونَ دخولَ المراجعين وهم بحسرةٍ كبيرة على ضياعِ الفرصة منهم.
وتوالى دخولُ الناس الحذرين الذين أخذوا احتياطاتهم من انتقال العدوى فلبسوا كمامة وقفازا, أما الفيروسات وبدأت بعضها بالنفوق فعلا وساد حزنٌ أعمق من حزنهم الأول وتوالت الوفياتُ منهم ولم يبقَ الا القليلُ الذي يصارع من أجل البقاء وهم في يأس شديد.
فجأة صرخ أحدهما ليقطع صمت الموت الرهيب:
انظروا, هناك شابٌ قادمٌ لا يرتدي شيئا, لا كمامة أو قفازا! إنها فرصتنا الأخيرة، تجهزوا! وانطلقت الفيروسات كالبرق الى منتصف المقبض مرة أخرى.
كان هذا الشاب في مقتبل عمره، كان متهاونا لدرجة كبيرة في الأخذ بنصائحِ الأطباءِ ووالديه، أصرت والدته أن يرتدي كمامته قبل الخروج، لكنه رماها بعد أن خرج من المنزل، دونَ اكتراث لما سيحصل له. وضع هذا الشاب المسكين يده بهدوء على الباب ثم ولج داخلا وهو لا يعلم أنه قد أنقذ هذه الفيروسات من موت محقق, وإنه ساهمَ في نقل العدوى لنفسه وربما لآخرين من أهله وأصدقائه، إنه الان يرقد في أحد المشافي, يعاني من ضيق شديد في التنفس، بينما ترقد الفيروسات في جهازه التنفسي بكل راحةٍ تتذكرُ عندما كانت على المقبض
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات